لندن (عربي times)
حتى في الوقت الذي كان يتربع فيه آرسنال على قمة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بفارق كبير، ويزداد الحماس في شمال لندن، كان البعض يشكك في مدى قدرة فريق المدرب ميكا أرتيتا على التأقلم مع ضغط المنافسة مع مانشستر سيتي.
وقبل أسبوع واحد، بدا أن آرسنال يسير في الاتجاه الصحيح حيث وصل إلى ملعب أنفيلد بعدما فاز في سبع مباريات متتالية في الدوري، ونجح في التقدم 2-صفر على ليفربول بعد أداء مميز في أول نصف ساعة.
وربما بعد ذلك بدأ يلوح في الأفق أن آرسنال يتجه نحو حصد لقب الدوري لأول مرة منذ 2004.
وانتفض ليفربول بعد ذلك وتعادل 2-2 وعانده الحظ في تسجيل هدف الانتصار وسط انهيار مفاجئ من المتصدر.
وبعد تقدم آرسنال 2-صفر على وست هام يونايتد بعد مرور أول عشر دقائق فقط هذه المرة، بدا أن الفريق قد تعافى من الموقف السيء الذي وضع نفسه فيه في الجولة السابقة في مرسيسايد.
لكن مرة أخرى، توقفت مسيرة آرسنال نحو مواصلة حلمه هذا الموسم، وبدا أن التوقعات العالية أثقلت كاهله، كما حدث أمام ليفربول، واستغل وست هام الأمر وسيطر على اللعب رغم بدايته المتواضعة.
وارتكب آرسنال ركلة جزاء دون داع ونفذها سعيد بن رحمة بنجاح ثم أدرك جارود بوين التعادل ليلغي تقدم أرسنال بهدفين مبكرين بوساطة جابرييل غيسوس ومارتن أوديغارد خلال التعادل 2-2 اليوم.
وما زاد الطين بلة أن بوكايو ساكا أهدر ركلة جزاء لآرسنال قبل دقائق من نجاح بوين في إدراك التعادل.
ولا يحتاج سيتي، الذي يتأخر عن آرسنال بأربع نقاط لكنه يملك مباراة مؤجلة وسيستضيف آرسنال هذا الشهر كالمعتاد، أي مساعدة لحصد الألقاب.
لكن مثل هذه الهدايا المقدمة من آرسنال، من غير المرجح أبدا أن يرفضها فريق المدرب بيب غوارديولا الذي يحاول حصد لقب الدوري للمرة الخامسة في ستة مواسم.
* إدارة المباراة
يلخص وجه أرتيتا بعد نهاية المباراة الأمر كله حيث يدرك أن آرسنال فقد السيطرة في السباق على اللقب.
ولم يقبل المدرب الإسباني أن يكون التوتر من أسباب التراجع، لكنه كان محقا في انتقاد فريقه على افتقاره لحسن إدارة المباراة.
وقال أرتيتا للصحفيين: “عندما أرى فريقا يلعب بهذه السلاسة خلال التقدم 2-صفر فإنه لا يعاني من الضغط، يتعلق الأمر بسوء فهمنا لما تحتاجه المباراة في ذلك الوقت”.
وأضاف: “كانت هناك لحظة يمكن أن نتقدم فيها 3-1 بعد 50 دقيقة وربما تكون قد حسمت المباراة، بعد دقيقتين استقبلنا هدف التعادل، وهذا جزء من كرة القدم”.
وتابع: “يتعلق قلقي أنه بعد التقدم 2-صفر ارتكبنا هذا الخطأ الفادح، ولم ندرك ما تحتاجه المباراة، في تلك اللحظة منحنا المنافس الأمل”.
ومن الصعب تخيل أن يهدر مانشستر أربع نقاط في مباراتين متتاليتين بعد التقدم في كل مباراة بفارق هدفين.
ويدرك أرتيتا، الذي عمل كمساعد لغوارديولا في سيتي، أن الشراسة من الأمور المطلوبة في المنافسة على اللقب.
وقال المدرب الإسباني: “عندما تكون الفرصة متاحة لقتل المباراة يجب أن نفعل ذلك، اليوم نحن لم نفعل ذلك”.
وأضاف: “آخر شيء نريده أن يحدث هو ألا نملك الثقة لحسم المباراة عندما تكون الفرصة متاحة لذلك”.
وبعد التعافي من آثار الإحباط، فإن الواقع يقول إن آرسنال لا يزال في موقف قوي في الصراع على اللقب.
ويستضيف آرسنال منافسه ساوثامبتون متذيل الترتيب يوم الجمعة، بينما يلعب سيتي قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي مطلع الأسبوع، وقد يذهب فريق المدرب أرتيتا إلى إستاد الاتحاد في 26 أبريل/نيسان متقدما بسبع نقاط، رغم واقع أن سيتي سيملك مباراتين مؤجلتين.
وإذا فعل آرسنال ذلك، فربما ينتقل الضغط إلى فريق المدرب غوارديولا الذي يدرك تماما أنه لا مجال أمامه للخطأ.
Comments are closed.