الحروب السيبرانية.. هل انتهى عهد الأسلحة والعتاد؟

لندن (عربي times)

دخلت الحروب السيبرانية على خط المواجهة بين عدد من الدول، تستهدف فيها دولة أو مجموعة تعطيل بنى تحتية حيوية من مثل أنظمة التكنولوجيا والكهرباء والاتصالات، وقد يتجاوز تأثيرها إلى مستوى قد يتسبب في وقوع ضحايا، عبر الوصول إلى أجهزة التحكم في منصات الأسلحة وإطلاق الذخائر.

ويرى خبراء أن الحرب السيبرانية هي هجمات إلكترونية قد تقف وراءها قيادات عسكرية تستهدف اختراق الأنظمة الإلكترونية، وكل ما يعتمد على التكنولوجيا لتضر بأجهزة الحاسوب التي تستخدم شبكة الإنترنت.

ويقولون، إن هذه الهجمات قد تتسبب في نتائج كارثية مثل سرقة بيانات خاصة وغيرها ما قد يؤدي لوقوع كوارث عالمية مثل الحروب النووية.

ويضيفون أن للحرب السيبرانية آثارا كبيرة في الوقت الذي تكون فيه كلفتها أقل من الحرب العسكرية التقليدية، بحيث تعتمد على جمع المعلومات تمامًا مثل الحروب التقليدية التي تعتمد على الاستخبارات لتنفيذ الخطط والهجمات، بيد أن الفارق هنا يكمن في القدرة العالية على التخفي والكلفة الأقل.

ويُطلق على الحرب السيبرانية بـ “الحرب الخبيثة”، باعتبار أنها قد تلجأ إلى أسلوب الحرب النفسية وتدمير العدو عبر بث المعلومات المغلوطة التي من شأنها تثبيط عزيمة ونفسية الدول بأركانها المختلفة السياسية أو العسكرية أو الشعبية.

كما تعد الحرب السيبرانية خبيثة باعتبار أنها تجري أيضًا في السر دون أن يلحظها أي أحد، قبل بدء الهجمات، بحيث يعلمون بها عندما تبدأ نتائجها بالظهور إلى العلن، دون قدرة سريعة على تحديد هوية منفذي الهجوم.

وكانت الحرب السيبرانية قد دخلت على خط المواجهة بين دول مختلفة، عندما تبادلت كل من إيران وإسرائيل اتهامات من نوع المسؤولية عن شن هجمات سيبرانية أدت إلى اختراق أنظمة تكنولوجية مثل اختراق مواقع إعلامية إسرائيلية وتعطيل مواقع نووية في إيران، مثل نطنز وبوشهر وغيرها.

ودخلت الحرب أيضًا على خط المواجهة في الحرب الروسية الأوكرانية عندما أشارت تقارير مع تصاعد وتيرة الحرب إلى أبرز التكتيكات التي يتبعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته للحرب الإلكترونية.

وتحدثت وثائق مسربة، وفقًا لصحيفة “الغارديان” البريطانية عن أن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شركة استشارية خاصة في موسكو، لدعم عمليات القرصنة والهجمات على البنى التحتية.

وبحسب التقارير، فإن عدد الهجمات السيبرانية التي شنتها روسيا على أوكرانيا زادت على 150 هجومًا، لكنها قالت في آذار/ مارس الماضي، إن هدف تلك الهجمات هو التأثير النفسي على العدو لتصبح جزءا من الحرب النفسية.

وقالت شركة مايكروسوفت، إن روسيا وجهت هجمات سيبرانية مدمرة ضد أوكرانيا قبل الحرب بساعات تهدف إلى مسح البيانات من شبكات الكمبيوتر التي تديرها الدولة.

وبحسب خبراء، يمكن أن تكون الحرب السيبرانية بديلا عن الحرب العسكرية المباشرة، مع تقدم التكنولوجيا والاعتماد الكبير على أجهزة الحاسوب وعلى شبكة الإنترنت، عبر استهداف المطارات وسكك الحديد والمصانع والاتصالات والبنوك، ما قد يجعل الحرب السيبرانية بديلا عن الحرب العسكرية.

يذكر أن آخر الاتهامات حيال استخدام الهجمات السيبرانية، هو ما قالته شركة مايكروسوفت، إنها رصدت “نشاطا سيبرانيا” تنفذه مجموعة صينية تتسلل لاختراق شبكات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة.

وقالت مايكروسوفت بالتعاون مع سلطات الأمن السيبراني في الولايات المتحدة، إن هذه الأنشطة تقف وراءها مجموعة تعرف باسم “فولت تايفون”، والتي تحظى برعاية رسمية من السلطات الصينية.

وحذرت مايكروسوفت في بيان، الأربعاء، من أن هذا الهجوم يهدد بإحداث “اضطرابات في البنى التحتية الحيوية للاتصالات بين الولايات المتحدة والمنطقة الآسيوية في الأزمات المستقبلية”.

Comments are closed.