العراق .. تايمز عربي تفتح اسرار “سوق الهرج” 

بغداد/ علي ناصر الكناني (عربي times)

وأنت  تدخل   عبر المنفذ  الرئيس  لاقدم اسواق  بغداد  التراثية  القديمة ( سوق الهرج )  القريب  من ساحة  الميدان من الجهة  المطلة  على شارع  الرشيد  ,  تواجهك  العديد من  المحال و الدكاكين  العتيقة   الموغلة  في القدم  بعد  ان  تجاوز  عمرها  الزمني  عقودا  طويلة  من  السنين  ربما  ادرك  بعضها  البدايات  الاولى  لتأسيس هذا السوق  في اوائل   القرن الماضي.

هواة ومهتمون
في واجهة  احد هذه  المحال  كتب  التراثي  وبائع  الصور  القديمة  سعد  مجيد  عبد علي  ( ابو مصطفى )  تولد 1957  عبارة  لافتة  انتقاها من  احد  الكتب ..  ( نحن  لا نعود الى  الماضي  لجماله  بل  لبشاعة الحاضر ) مع حرصه وسعيه الجاد بأن يكون  مكان  عمله  بمثابة  متحف يضم  على  الرغم من صغره صورا  فوتوغرافية منوعة ازدحمت  بها  ارضيته  وجدرانه  منها  ما هو  ملون  ومنها  ماكان  بالاسود  و الابيض  وبمختلف  القياسات  و الاحجام  صورا نادرة  جسدت  مضامينها  جوانب  سياسية  وفنية  وتراثية  مهمة  من تاريخ  وذاكرة العراق  وبغداد  الثقافية  القديمة  التقطتها  عدسات مصورين  مجهولين ولكن  بقيت  اعمالهم  ولقطاتهم الجميلة   شاهدا حيا  يوثق جوانب مختلفة  من ما ضينا  العريق  حتى  صرنا نتداول باعجاب وشغف  ما بقى منه   ونستذكره عبر  اقتنائها او  نشرها  من خلال مواقع  التواصل  الاجتماعي (الانترنيت).
عن  بداية عمله  مع  هذه  الهواية  التي  تحولت  فيما  بعد  الى  مهنة  يعمل  بها  ويتواصل  معها  بائع  الصور  التراثي  سعد  مجيد  حدثنا قائلا:
منذ  سنوات  طوال  يوم  كنت  ما ازال  في مقتبل العمر  وانا  اعشق  هذه  الهواية  واحرص  على  الاهتمام  بها  الا ان  البداية  الحقيقية  لي  كانت   يوم  قمت  بفتح  محلا  لى  في سوق  الهرج  في بداية  التسعينات  ضمن  احدى  البنايات  القديمة  التي  كانت  سابقا  (  اوتيل  الهلال )  الذي  غنت  على مسرحه كوكب الشرق  المطربة  ام كلثوم  في ثلاثينات  القرن  الماضي.

صور المشاهير
مستذكرا موقفا  مر به  انذاك  يوم تعرض  للمساءلة  و الاعتقال  من قبل  الاجهزة  الامنية يومذاك  لقيامه  بوضع  صورة  للزعيم  الراحل  عبد الكريم  قاسم  داخل  محله  مع بقية الصور  الملكية والتراثية  وبعد  تعهده  كما  يقول  برفعها وعدم تكرار ذلك مجددا.. تم بعدها اطلاق سراحه مما دفعه لوضع عبارة داخل محله وما زال يحتفظ بها ، نصها يقول ( صاحب المحل فوق الميول والاتجاهات ) حتى بعد احداث عام ٢٠٠٣ وسقوط النظام السابق، واطلاق الحريات في نشر مثل هذه الصور وبيعها دون خوف.

التراثي وبائع الصور القديمة “سعد مجيد”
اما عن المصادر التي يعتمدها التراثي سعد مجيد (ابو مصطفى) في الحصول على هذه الصور النادرة فيقول:
انها عن طريق الاهداء او الشراء من بعض العوائل والاسر الذين مازالوا يحتفظون بصور ابائهم واجدادهم اضافة الى صور احداث وثقوها قد حصلت قبل عشرات السنين. اماعن زبائنه فيضيف قائلا: انهم من مختلف الاعمار والاذواق سواء من بغداد اوبقية المحافظات.
مشيرا الى أنه قد شارك في العديد من المعارض والمهرجانات التي اقيمت وخلال مناسبات مختلفة معربا عن امله بان تتعاون معه امانة بغداد لاقامة معرض فوتوغرافي كبير في ذكرى يوم بغداد الخالد .
داعياً الجهات المعنية والمؤسسات الثقافية في العراق الى البحث والتقصي عن ما بقى من صور فوتوغرافية فريدة ونادرة  للحفاظ عليها قبل ان يطويها الضياع والنسيان.

Comments are closed.