انقسام بين الدول في “قمة باريس”

باريس (عربي times)

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن موضوع تمويلات المناخ يتصدَّر محاور قمة باريس “من أجل ميثاق مالي عالمي جديد”، وأن هذا الملف يمثل جوهر الانقسام بين دول الشمال والجنوب.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن تمويلات المناخ تعد موضوعًا حاسمًا في القمة، وتُوتر العلاقات بين الدول المتقدمة والنامية، إلى درجة أنها شغلت معظم المواضيع في جدول أعمال المفاوضات الأخيرة في بون، بألمانيا.

وأوضحت لوموند، أن جوهر هذه التوترات يعود إلى وعد قطع عام 2009 “لم يتم الوفاء به”، حيث تعهدت الدول المتقدمة بتوفير 100 مليار دولار سنويًّا اعتبارًا من عام 2020 لمساعدة البلدان النامية في خفض الانبعاثات ومواجهة التغير المناخي.

وعلى هذا الأساس، وافقت البلدان النامية على زيادة جهودها، ومع ذلك في عام 2020 بلغت هذه القيمة فقط 83.3 مليار دولار وفقًا لأحدث البيانات المتوفرة التي جمعتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCECD .

وقبل عامين أكدت الدول الغنية، أنها ستصل إلى هذا المبلغ بحلول عام 2023، وتكررت هذه الشهادة في مايو، ولكن لا يوجد ضمان ملموس لذلك، بسبب حرب أوكرانيا، وأزمات الطاقة، والتضخم والدين.

وتابعت الصحيفة، أن المشكلة ليست فقط في وعد مبلغ الـ 100 مليار دولار الذي لم يتم الوفاء به، بل إن تقارير لمنظمة أوكسفام، أشارت إلى أن المبالغ المعلنة قد تكون مبالغًا فيها، وتقدر أوكسام الجهد المالي الفعلي لعام 2020 بين 21 إلى 24.5 مليار دولار فقط.

وتشير تحقيقات حديثة لوكالة رويترز أيضًا، إلى أن جزءًا من هذه الأموال يتم تخصيصه لمشاريع ليس لها علاقة بمكافحة التغير المناخي، بل على العكس من ذلك، مثل بناء محطة لتوليد الكهرباء من الفحم، أو توسيع مطار أو فندق، أو حتى افتتاح محلات للشوكولاتة والآيس كريم.

ورأى التقرير، أن هدف الوصول إلى 100 مليار دولار لا يزال أمرًا مهمًّا لإعادة الثقة بين دول الشمال والجنوب ومحركًا للعمل المناخي، لكن الجميع يتفقون على أنه غير كافٍ بشكل كبير.

وفي هذا الاطار يؤكد غيوم كومبان مدير حملة المناخ في منظمة أوكسفام فرنسا، أن “هذا المبلغ الذي تم تحديده بشكل سياسي فقط، وليس عن طريق دراسة علمية، قد أصبح قديمًا تمامًا وتافهًا بالنسبة لحجم الاحتياجات المتعلقة بالمناخ”.

وتقدر أوكسفام هذه الاحتياجات بمبلغ 2.7 تريليون دولار سنويًّا بحلول عام 2030 في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وذكر التقرير، أن المفاوضات بدأت حول هدف جديد للتمويل العالمي، الذي سيحل محل مبلغ 100 مليار دولار اعتبارًا من عام 2025.. فما المبلغ الذي سيتم تحديده. وعلى أي أساس سيتم تحديده؟ وما هي الاحتياجات التي سيغطيها، وما الدول التي ستسفيد من التمويل؟ معتبرًا أن هذه القضايا يجب حلها بحلول مؤتمر المناخ في عام 2024.

وخلُص التقرير إلى أنه بغض النظر عن المبالغ المستقبلية لتمويلات المناخ، إلا أنه سيكون هناك حاجة إلى مزيد من التمويل لتلبية احتياجات البلدان النامية في مواجهة تغير المناخ، لذلك تثير قمة باريس في الـ22 و الـ23 من يونيو توقعات كبيرة، قد تكمن الحلول في آليات تمويل جديدة، مثل فرض ضريبة على المعاملات المالية أو الوقود الأحفوري أو قطاع النقل البحري، أو إعادة هيكلة الديون للبلدان المتأثرة بالكوارث المناخية.

 

Comments are closed.