واشنطن (عربي times)
يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضغوطًا كبيرة من بعض القوى بالحزب الديمقراطي والمشرعين الليبراليين لتبني تغييرات إصلاحية في المحكمة العليا الأمريكية، بعد أن عانى الديمقراطيون هزائم متتالية بقضايا عديدة.
ورفضت المحكمة العليا الأسبوع الماضي، استخدام الإجراء الإيجابي بالقبول بالجامعات، وألغت خطة بايدن، لشطب ديون قروض الطلبة، ووقفت مع فنان رفض إنشاء مواقع زفاف للأزواج المثليين، وفقًا لما أوردته صحيفة “واشنطن بوست”.
وتأتي تلك الضربات للأجندة الليبرالية لـ”الديمقراطي”، بعد أن ألغت المحكمة العليا، حكمًا بشأن “الاجهاض” صدر منذ 50 عامًا جعله قانونيًّا في جميع أنحاء الولايات، إذ سيغيّر الحكم حقوق الإجهاض في أمريكا، حيث أصبح من حق كل ولاية على حدة حظر عملية الإجهاض.
ويوم الجمعة الماضي، أعاد النائبان الديمقراطيان دون باير، ورو خانا تقديم تشريع لوضع سقوف زمنية لاعتلاء قضاة المحكمة العليا مناصبهم، إذ إن قضاة المحكمة يتم تعيينهم حاليًّا مدى الحياة.
وطالب النائبان، بإلغاء تطبيق التشريع طويل الأمد، على أن يسمح للقضاة بمواصلة الخدمة في المحاكم الأدنى بعد انتهاء فترة ولايتهم بالمحكمة العليا، بحجة أن قرارات المحكمة في الفترة الأخيرة، دمَّرت الحماية التاريخية للحقوق الإنجابية وحقوق التصويت وغير ذلك؛ ما أدى إلى تقويض ثقة الجمهور في المحكمة، خاصة بعد أن أثارت العلاقات المالية بين بعض القضاة والمانحين المحافظين شكوكًا.
من جهته، جدَّد التجمع التقدمي في الكونغرس الأمريكي، وهو مجموعة من أكثر من 100 مشرع، مطالبه أخيرًا بتوسيع المحكمة، وساندهم بذلك العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، فيما أعرب زعماء “أفروأمريكيون”عن تأييدهم إضافة مقاعد إلى المحكمة بعد رفض مقترحات بايدن، بشأن ديون طلبة الجامعات.
ويرى المحافظون في أمريكا، مسار المحكمة بشكل مختلف تمامًا، موضحين أن أحكامها الأخيرة بدأت فقط في استعادة النظام الدستوري بعد اعتقادهم بأن القضاء الفدرالي يميل إلى اليسار منذ عقود.
وفي الكونغرس، بدأ العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي “الوسطيين” في تصعيد خطابهم بشأن توسيع المحكمة، بعد أن صوَّرها على أنها امتداد للفصيل المتطرف في الحزب الجمهوري.
واتهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، الديمقراطي تشارلز إي شومر، أعضاء في المحكمة العليا بقبول الهدايا الفخمة من أصحاب النفوذ لتحقيق مصالحهم، وعدم الالتفات لقضايا الناس العاديين.
ويقول حلفاء بايدن، إن مثل تلك الدعوات لن تجتاز الكونغرس بسبب الانقسام الحاد بداخله، موضحين أن الرئيس الأمريكي قد سعى لإعادة تزويد القضاء الفدرالي بقضاة ذوي عقلية ليبرالية.
المصدر: صحيفة “واشنطن بوست”
Comments are closed.