لندن (عربي times)
قالت صحيفة “الغارديان”، إن اختراعًا جعل بريطانيا تتفوق عالميًّا في عالم صناعة الحديد، أساسه براءة اختراع “مزيفة”.
وذكرت الصحيفة أن سجلات تاريخية كشفت أن الاختراع البريطاني المزعوم المسمى The Cort” Process” نسبة إلى العالم البريطاني هينري كورت، كان في الواقع من تطوير 76 من علماء المعادن الجامايكيين السود في مصنع للحديد بالقرب من خليج مورانت، في جامايكا وليس من تطوير العالم البريطاني.
ولفتت إلى أن هذا الاختراع، مكَن بريطانيا من إنتاج واحدٍ من أكثر أنواع الحديد نقاءً؛ لتغدو رائدة في صادرات الحديد خلال الثورة الصناعية.
وكان كورت، حصل على براءة اختراع لهذه التقنية في ثمانينيات القرن الثامن عشر، ويُنسب إليه الفضل على نطاق واسع باعتباره المخترع لهذه التقنية، إذ أشادت به صحيفة “التايمز” بعد وفاته باعتباره “أبو تجارة الحديد”.
وأظهرت دراسة بحثية أعدتها الدكتورة جيني بلسترود، المحاضرة في تاريخ العلوم والتكنولوجيا في كلية لندن الجامعية، أن الابتكار الذي دفع بريطانيا لتصبح أكبر مصدر للحديد في العالم خلال الثورة الصناعية تم الاستيلاء عليه من مصنع جامايكي للحديد خلال القرن الثامن عشر بالقرب من خليج مورانت في جامايكا.
واعتمدت على تحليل المراسلات وسجلات الشحن والتقارير الصحفية ونُشرت في مجلة “History and Technology”.
وذكرت الصحيفة، أن العديد من عمال المعادن، هؤلاء كانوا أشخاصًا مستعبدين تمَّ الاتجار بهم من غرب ووسط أفريقيا، والتي كانت مزدهرة في الصناعات الحديدية في ذلك الوقت.
وأوضحت الباحثة بلسترود، أن كورت حصل على المعلومات حول مصانع الحديد في جامايكا من ابن عمّ له كان يزوره ويعمل ربّان سفينة في جزر الهند الغربية.
وبيّنت الباحثة، أن كورت عمل على شحن جميع المعدات في المصنع بعد أن وضعت الحكومة البريطانية جامايكا تحت القانون العسكري وأمرت بتدمير مصانع الحديد، بدعوى أنه يمكن استخدامها من قبل المتمردين لتحويل الخردة المعدنية إلى أسلحة للإطاحة بالحكم الاستعماري.
وأضافت: “إذا سألت الناس عن نموذج مثالي للابتكار، فإنهم يفكرون في إيلون ماسك أو رجل أبيض عجوز يرتدي معطف المختبر. إنهم لا يفكرون في السود، المستعبدين، في جامايكا في القرن الثامن عشر”.
المصدر: صحيفة “الغارديان”
Comments are closed.