كيف رفعت حرارة المحيط الأطلسي ؟

باريس (عربي times)

أكدت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن ظاهرة “الاحترار الحراري” وظواهر مناخية محددة، تسبب ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة هذا الصيف، ويحتمل أن تتأثر الكائنات الحية بشدة، جراء ذلك الارتفاع.

وبحسب تقرير نشرته الصحيفة الفرنسية، دقت “أجراس الإنذار” الأوَّل كان في أبربل/نيسان، عندما بدأت حرارة سطح شمال المحيط “الأطلسي” في الارتفاع فوق المعدل الطبيعي.

وأبلغت خدمة الأرصاد الجوية الأوروبية “كوبرنيكوس” عن ارتفاعات قياسية في منطقة تمتد من أيرلندا إلى جزر الكناري، بما في ذلك الجزر البريطانية وخليج “بسكاي” وشبه الجزيرة الأيبيرية (إسبانيا والبرتغال).

وتصاعد ارتفاع الحرارة على نطاق غير مسبوق، إذ أوضحت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي أن “مقياس الحرارة على سطح الماء بلغ 23.3 درجة مئوية، أو 1.28 درجة مئوية فوق المتوسط ​​لهذا الوقت من العام”.

وترتفع درجات الحرارة محليًّا من 5 إلى 6 درجات مئوية عن المعتاد في غرب أيرلندا وقبالة سواحل بريطانيا.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه مع بداية شهر تموز/ يوليو الحالي وصلت درجة حرارة البحر إلى 22 درجة مئوية في ميناء “بريست” في بريتاني، للمرة الأولى على الإطلاق، حيث لم يعد هناك فعليًّا جيوب باردة في شمال المحيط الأطلسي؛ ما يعني أن درجات الحرارة في المحيط ستظل مرتفعة طوال الصيف..

من جهته ، قال عالم البيئة البحرية في جامعة “مونبلييه” الفرنسية رافائيل سيجوين، إن “موجة الحر هذه ستستمر حتى أيلول/سبتمبر”، مضيفًا “الوضع مختلف في شمال المحيط الأطلسي، لكن بشكل عام 40٪ من المحيط في حالة موجة حر بحرية”.

وتكمن الأسباب وراء ارتفاع الحرارة إلى ظاهرة “الاحتباس الحراري”، وفقًا لِما أظهرته دراسة نشرت في أيار/مايو من قبل المركز الوطني لأبحاث الأرصاد الجوية، إضافة لاستمرار أنظمة الضغط العالي فوق الجزر البريطانية، والكتل الهوائية الكبيرة التي تنحدر من ارتفاعات عالية وتجف بشدة؛ ما يمنع تكوُّن الغيوم، التي عادة تعكس أشعة الشمس.

من جانبه، قال مدير الأبحاث بالمركز الأوروبي للأبحاث والتدريب المتقدم في الحوسبة العلمية، كريستوف كاسو: “مثل أي حلقة استثنائية، فإن ارتفاع درجة الحرارة الحالية نتج عن مجموعة من العوامل: أوَّلًا، التأثير المزمن الذي هو أصل الإنسان، أي الاحترار البطيء المستمر في جميع أنحاء الأرض، مع وجود تجاه قوي في محيطات نصف الكرة الشمالي في الصيف، ثم التطوّر الطبيعي للمناخ، الذي يبرز التقلبات أو يخففها، إضافة إلى حالة الضغط المرتفع في شمال شرق شمال الأطلسي”.

من جانبها، قالت الأستاذة في جامعة ولاية واشنطن في “سياتل” جوليا ك باريش: “الاحترار غير مسبوق، مع ذروة 4 درجات مئوية أعلى من المعتاد في شمال المحيط الهادئ، حيث توجد حاليًّا كتلة من الماء الدافئ في المحيط تغطي مساحة بحجم كندا، وتنتشر هذه الظاهرة على طول الطريق إلى القطب الشمالي بين روسيا وألاسكا”.

وتقود عالمة الأحياء البحرية باريش ، فريقًا من نحو 8000 متطوع قاموا بمسح الساحل الغربي الأمريكي لقياس معدل وفيات الطيور، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما أظهر مذبحة لطيور النورس إلى طيور “الغيلموت” الشائعة، حيث تأثَّر “مئات الآلاف” من جميع أنواع الطيور.

وتمَّ التحذير في أوروبا من أن الطيور تعتبر مؤشرًا جيدًا على الإجهاد الذي تعاني منه الحيوانات البحرية الأخرى، حيث تموت بسبب عدم تمكنها من العثور على الأسماك، وذلك لأن العوالق النباتية تمر باضطراب خطير.

وفي أستراليا، دمَّرت موجة الحر عام 2011 أحواض الأعشاب البحرية، وأطلقت “2 إلى 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الرواسب”.

نقلا عن / صحيفة “لوموند” الفرنسية

 

Comments are closed.