100 يوم من حرب الجنرالين.. والحصيلة مفجعة

الخرطوم (عربي times)

تزداد الأوضاع الإنسانية في التردي والتدهور مع اتساع رقعة المواجهات بين طرفي الصراع في السودان بعد مرور 100 يوم على اندلاع القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منتصف أبريل/ نيسان الماضي، وسط إخفاق الجهود الدولية لإنهاء الصراع.

وتشير التقديرات إلى مقتل ثلاثة آلاف سوداني في ظل غياب إحصائيات دقيقة لعدد الضحايا الذين سقطوا منذ اندلاع الصراع، وسط توقعات بالمزيد من التدهور على الصعيد الإنساني والصحي والخدمات الأساسية.

وعلى مستوى النازحين واللاجئين، تسببت الحرب بتشريد أكثر من 3 ملايين سوداني، إذ وصلت أعداد النازحين إلى 2.6 مليون نازح، فيما بلغت أعداد اللاجئين نحو 730 ألف لاجئ، وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية.

وعلى صعيد البنية التحتية، أدى الصراع المحتدم بين الجيش والدعم السريع إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم، كما طال الدمار بشكل شبه كامل البنى التحتية لقطاعات خدمية كانت تعاني بالأصل من وضع متردٍ قبل اندلاع الصراع كقطاع الصحة الذي توقف نحو 80 مستشفى ومركزًا صحيًا عن العمل، وفقًا لنقابة الأطباء السودانيين.

الحسم العسكري

ويرى مراقبون، أن حسم الصراع على الأرض عسكريًّا يبدو مستحيلًا؛ لما يمتلكه الطرفان من نقاط قوة وضعف جعلت ميزان القوى متقاربًا بينهما.

ووفقًا لتقديرات المراقبين، فإن قوات الدعم السريع تمتلك مميزات جعلتها مجهزة بشكل يتفوق على الجيش في قتال الشوارع والمدن والمناطق المأهولة.

قوات الدعم السريع في تسليحها بشكل أساس على المركبات الصغيرة التي تحمل أسلحة رشاشة وخفيفة، الأمر الذي أسهم بسهولة حركتها وتناقلها مستخدمة أسلوب “الكر والفر”.

في المقابل، يمتلك الجيش السوداني أسلحة متطورة وكتائب أكثر وقدرات تنظيمية ووحدات جوية، وفرت له التفوق المطلق جوًا، حيث توجه المقاتلات الجوية ضربات إلى مواقع قوات الدعم السريع التي تتحصن داخل مناطق سكنية في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.

ويتفوق الجيش السوداني من حيث العدد، حيث يصل عدد منتسبيه إلى 200 ألف جندي، مقابل ما يزيد على 100 ألف مقاتل في صفوف قوات الدعم السريع.

عنف متصاعد ضد النساء

ارتفع عدد النساء السودانيات المعرضات للعنف القائم على النوع الاجتماعي إلى نحو 4.2 ﻣﻠﯾون امرأة بعد أن كانت أعدادهن تقدر بأكثر من 3 ﻣﻼﯾﯾن امرأة وفتاة؛ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻧف اﻟﻌﺷﯾر قبل اندلاع الصراع، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وتلقى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان ﺗﻘﺎرﯾر ﻣوﺛوﻗﺔ ﻋن وﻗوع 21 ﺣﺎدﺛﺔ ﻋﻧف ﺟﻧﺳﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻧزاع ﺿد ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن 57 اﻣرأة وﻓﺗﺎة.

وأوضح مكتب الأمم المتحدة، أن من بين الحالات التي تم الإبلاغ عنها 10 فتيات على الأقل بالإضافة إلى ﺣﺎدﺛﺔ واﺣدة ﺗﻔﯾد ﺑﺎﻏﺗﺻﺎب ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ 20 اﻣرأة، ﻓﻲ اﻟﮭﺟوم نفسه.

من جانبها، وثقت وﺣدة ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻌﻧف ﺿد اﻟﻣرأة اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟوزارة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن 42 ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧف ﻣزﻋوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﺧرطوم، و46 ﺣﺎﻟﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ دارﻓور.

وقال المكتب الأممي في السودان، إن العدد الحقيقي لحالات العنف ضد النساء ھو ﺑﻼ ﺷك أﻋﻠﻰ ﺑﻛﺛﯾر، لوجود صعوبات تواجه الناجيات من حوداث العنف في الإبلاغ عن تعرضهن للعنف الجنسي بسبب مفاهيم اجتماعية تتعلق باﻟﺧزي واﻟوﺻﻣﺔ واﻟﺧوف ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎم، بالإضافة إلى صعوبة الإبلاغ بسبب انقطاع الكرباء وخدمات الإنترنت.

معاناة الأطفال

ومع تزايد حدة القتال بين طرفي الصراع، وصلت أعداد الأطفال المحتاجين إلى إغاثة إنسانية عاجلة إلى أكثر من 13.6 مليون، وهو أعلى رقم مُسجل على الإطلاق في البلاد، فيما يهدد القتال حياة ومستقبل العائلات والأطفال.

في حين كانت أعداد الأطفال المحتاجين للمساعدة الإنسانية قبل الصراع تقدر بنحو 9 ملايين طفل، وفقًا لمنظمة “اليونسيف”.

وصفت المنظمة الأممية الأوضاع بالسودان قبل اندلاع الصراع بالمأساوية، إلا أنها وصلت الآن إلى مستويات كارثية، مع صعوبة حصول العائلات السودانية على الغذاء والمياه الصالحة للشرب وخدمات الكهرباء والاتصالات.

وحذرت “اليونيسف” من عواقب وخيمة في حال تأخر الاستجابة الإنسانية بشكل فوري بتوفير الحماية والخدمات الأساسية للأطفال.

Comments are closed.