هذا ما سيحققه “مشروع نهر بن عمر” للعراقيين

بغداد (عربي times)

اعتبر خبراء النفط اليوم الجمعة ، ان العراق ومنذ اكتشاف النفط في العراق في بدايات القرن الماضي ولحد الان، لم يتمكنوا من الاستفادة من الغاز المصاحب لاستخراج النفط الخام من اراضيه. ففي كل حقوله النفطية، وعلى مر السنين حرق العراق الملايين من الامتار المكعبة سنويا من الغاز.  

وقالوا ، ان عمليه الحرق هذه ادت اولا الى خسارة العراق وحرمانه من مصدر مهم وحيوي من مصادر الطاقة، التي كان يمكن تطويرها واستخدامها في الكثير من المجالات الصناعية المهمة، وفي مقدمتها انتاج الطاقة الكهربائية ومشاريع الصناعات البتروكيميائية وغيرها.

وللتوضيح اكثر يرى الخبراء ان عدم الاستفادة من الغاز المصاحب ادى ،ثانيا الى اثار ضارة وحتى مدمرة في البيئة المحلية لمناطق هذه الابار النفطية بشكل مباشر والبيئة العراقية عموما، خاصة وانها تراكمت على مدى عشرات السنين، وادت الى ظهور وتنامي الكثير من المشاكل الصحية كانتشار الامراض السرطانية وامراض الجهاز التنفسي، وكذلك مشاكل التلوث البيئي الخطيرة التي يشهدها العراق.

ولفتوا الى انه من الحقول النفطية التي كان لحرق الغاز المصاحب فيها اثاره الاقتصادية والبيئية المهمة حقل نهر بن عمر. يقع حقل بن عمر شمال محافظة البصرة، ويمتد على مسافة 15-30 كم عن مدينة البصرة، وهو من الحقول العملاقة، بدأ الحفر فيه سنة 1971 وتدفق النفط منه سنة 1972 وتم البدء بتصدير النفط الخام منه في سنة 1975.  ويحتوي على احتياطات نفطية وغازية هائلة تقدر بـ 66 مليار برميل من النفط الخام، وبلغت عدد الابار المحفورة فيه 28 بئر عام 2016.

ويعتقد الخبراء أن  حقل بن عمر من الحقول العملاقة، الا ان انتاجه من النفط الخام تراجع كثيرا في السنوات الاخيرة، والسبب في ذلك يعود الى كمية الملوثات الناتجة عن حرق اغلب الغاز المصاحب لانتاج النفط الخام فيه، لان الحقل النفطي يقع بالقرب من مناطق سكنية. لذا قامت شركة نفط البصرة بتخفيض انتاج الحقل من النفط الخام الى الحد الأدنى، وإيقاف تشغيل جميع الآبار النفطية فيه بهدف توفير الحماية البيئية.

وباحصائية يقول خبراء النفط ان انتاج حقل بن عمر من النفط الخام حاليا يبلغ ، 40-50 الف برميل باليوم و 25 مليون قدم مكعبة قياسي باليوم من الغاز الخام. في حين ان انتاجية هذا الحقل يمكن ان تصل الى 400-500 الف برميل يوميا لو تم جمع الغاز المصاحب ومعالجته بدلا عن حرقه.

ويقدر الخبراء “ان العراق يخسر يوميا نحو مليون ونصف المليون دولار يوميا نتيجة عمليات احتراق غاز نهر بن عمر” فضلا عن الاضرار البيئية الناتجة عن ذلك.

لذلك وفق حديث الخبراء انه لم تنجح الكثير من المحاولات في استقطاب الشركات العالمية للاستثمار في معالجة وتجميع الغاز المصاحب في نهر بن عمر.

المشروع الوطني الاول لاستثمار الغاز المصاحب محليا

ويرى الخبراء ،انه دفعت هذه الاسباب الحكومة العراقية الحالية، وربما لاول مرة في تاريخ النفط والغاز العراقي للبحث عن شركات محلية تعمل في مشاريع الاستثمار للغاز العراقي المصاحب لايقاف عملية الحرق اليومية، وبما يضمن تحقيق أعلى ايراد اقتصادي للعراق.

الى ذلك والحديث للخبراء بهذه الرؤية، وبدلا عن كل الاثار المضرة للبيئة الناتجة عن حرق الغاز المصاحب، سيتحول هذا الحقل الى فرصة ربح اقتصادية مزدوجة، ربح اقتصادي من خلال انتاج غاز يمكن استخدامه صناعيا، وربح ايضا في استخدامه كوقود في انتاج الطاقة الكهربائية في المحطات الغازية، اعتماد على غاز عراقي محلي، وليس على غاز مستورد.

وتعد الشركة العراقية التي ستقوم بمشروع استثمار الغاز المصاحب في حقل بن عمر هي شركة ربان السفينة لمشاريع الطاقة، وهي شركة منتجي طاقة مستقلين ورائدة في مجال صناعة الطاقة العراقية، وهذه هي المرة الاولى التي تدخل فيها شركة عراقية موضوع استثمار الغاز العراقي المصاحب.

كما ان الحجم المتوقع للغاز المنتج في المرحلة الاولى هو 150 مليون قدم مكعب من الغاز الخام يوميا، وسيزداد لاحقا مع المراحل الاخرى. من هذه الكمية سيتم تخصيص 120 مليون قدم مكعب لانتاج الطاقة الكهربائية، اضافة الى الف طن يوميا من غاز النفط المسال و4000 برميل يوميا من المكثفات.

ولفتوا الى ان مشروع استثمار غاز نهر عمريعد مشروعا وطنيا مهما، وسيمهد الطريق لمشاريع اخرى مشابهه، تحقق رؤية الحكومة العراقية لاطفاء اخر شعلات لهب حرق الغاز المصاحب في سنة 2030، كما هو مخطط له.

 

 

Comments are closed.