دبلن (عربي times)
لم تتضح بعد ملابسات وفاة المغنية الإيرلندية شينيد أوكونور، التي تُوفيت عن عمر 56 عامًا، بعد أقل من عامين على انتحار ابنها البالغ من العمر 17 عامًا.
وأعلنت السلطات المحلية أنها لا تتعامل مع وفاة “شينيد” على أنها “مشبوهة”، لكن جثتها ستخضع للتشريح للتأكد من سبب الوفاة.
وتأتي الوفاة في وقت كانت تضع فيه المغنية الإيرلندية لمساتها الأخيرة على ألبومها الجديد، وتُراجع مواعيد جولات جديدة لعام 2024، وتفكر بإنجاز فيلم يستند إلى كتاب سيرتها الذاتية، بحسب ما صرّح به وكيلا أعمالها.
وأسباب الوفاة التي بقيت غامضة، تعيد إلى الأذهان المسيرة الشخصية المضطربة لأوكونور، المليئة بالفضائح والمعارك ضد الاعتداءات الجنسية في الكنيسة.
وعاشت “شينيد”، المولودة في العام 1966، طفولة صعبة، إذ تعرّضت خلال سنوات صغرها إلى إساءات “جنسية، وجسدية، ونفسية، وروحية، وعاطفية، ولفظية”.
وقد قُبض عليها عدة مرات على خلفية اتهامها بالضلوع في عمليات سرقة، قبل إرسالها إلى إصلاحية تديرها الكنيسة، حيث شجعتها راهبة على تنمية شغفها بالموسيقى من خلال شراء غيتار لها.
وكانت بدايات “شينيد” من الشوارع والحانات في دبلن، قبل أن تهبّ عليها رياح الشهرة، مع أغنيتها “لا شيء يقارن بك”، من تأليف الفنان الأمريكي برينس.
ورغم صعودها مهنيًا، وضعت “شينيد” نفسها في صراع دائم مع الكنيسة، باتهامها – مرارًا وتكرارًا- بالاعتداءات الجنسية، كما عُرف عنها مناصرتها لحقوق المرأة.
واعتبارًا من منتصف التسعينيات بدأت مسيرة المغنية الإيرلندية بالتراجع، ولم تعد ألبوماتها تلقى الاهتمام نفسه، وفيما كانت تخوض معركة حضانة ابنتها “رويزين”، باتت مشاكلها الشخصية تغطي على أعمالها الموسيقية.
وقررت، العام 2003، وضع حدٍ لمسيرتها الموسيقية، لكنها عادت وأصدرت بعد عامين ألبومًا لموسيقى الريغي.
ورغم أن ألبومها الأخير، الذي صدر، العام 2014، لاقى استحسانًا نقديًا، فإن “شينيد” ألغت كل حفلاتها، منتصف العام 2015، بداعي “الإرهاق”.
وخلال السنوات الأخيرة، كانت “شينيد” تعبّر عن تقلباتها النفسية على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد هددت شركاءها السابقين باتخاذ إجراءات قانونية ضدهم، وتحدثت عن مشاكل صحتها الجسدية والعقلية، وأظهرت ميولها الانتحارية، وتطرقت إلى علاقتها المعقدة مع عائلتها وأطفالها.
وكانت قد أعلنت، في نهاية 2015، عبر “فيسبوك” أنها حاولت الانتحار.
وفي خضم كل ذلك، قررت المغنية الإيرلندية، في 2018، اعتناق الإسلام، وغيّرت اسمها إلى “شهداء”.
لكن العام 2022 كان فارقًا في حياة “شينيد”، إذ أقدم نجلها “شاين” البالغ من العمر 17 عامًا على إنهاء حياته، حيث شكل ذلك صدمة تركت أثرًا سلبيًا كبيرًا على حياتها، ودخلت إثر ذلك المستشفى قبل أن تكشف أنها كانت تعتزم الانتحار بدورها.
Comments are closed.