لندن (عربي times)
يعيش مئات الأفغان الذين عملوا مع الجيش البريطاني مترجمين، مختبئين في أفغانستان بعد مرور عامين على سقوط كابول، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “التايمز”.
وقالت الصحيفة في التقرير، إنه “بعد عودة طالبان إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، وعدت المملكة المتحدة بتقديم اللجوء للأفغان الذين خاطروا بحياتهم لدعم الجيش البريطاني، حيث لا يزال نحو 400 شخص، محاصرين في أفغانستان مع 1600 من أفراد أسرهم”.
وأضافت “يعيش الأفغان الذين تمكنوا من الفرار من حكم طالبان، في عزلة في غرف بلا نوافذ لعدة أشهر، ودون تناول أي شيء سوى الخبز والماء، خوفًا من الهجمات الانتقامية من الجماعة الأصولية، كما لا يزال آلاف الأفغان المؤهلين لهذا المخطط عالقين بفنادق في باكستان وتركيا وإيران”.
وأنفقت حكومة المملكة المتحدة أكثر من 15.7 مليون جنيه إسترليني لإسكان الأفغان في الفنادق بالخارج في الفترة من كانون الثاني/يناير 2022 إلى آذار /مارس 2023، في حين تسعى الحكومة جاهدة لطرد المترجمين الأفغان وعائلاتهم من الفنادق قبل الموعد النهائي”.
فيما وجه الوزراء في وقت سابق من هذا العام، إنذارًا نهائيًا لنحو 9 آلاف أفغاني يعيشون بمساكن مؤقتة في المملكة المتحدة للمغادرة بحلول نهاية 31 آب/ أغسطس، إلا أنه لم يتم الكشف عن عدد الأشخاص الذين انتقلوا حتى الآن”.
وتدعي السلطات المحلية أنه في بعض المناطق، لم يتمكن واحد من كل خمسة أفغان من العثور على سكن وبقي مشردًا بلا مأوى، وتشير التقارير المحلية في نورثامبتون إلى أن 50% من الأفغان الذين يعيشون في الفنادق في بداية الشهر كانوا يواجهون التشرد”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي بالمملكة المتحدة، قوله إنه “يتم نقل ما بين 400 إلى 450 أفغانيًّا من الفنادق أسبوعيًّا، وإن المهمة التي كانت ضخمة تحولت إلى قصة نجاح حقيقية”.
وأوردت الصحيفة مثالًا حيًّا لأحد الأفغان الذين نجحوا في الخروج، وهو محمد سيد، 34 عامًا، عمل كمترجم فوري في الدوريات مع الجيش البريطاني من 2010 إلى 2012، واختبأ لمدة تسعة أشهر بعد وصول طالبان إلى السلطة، ولم يأكل سوى الخبز والماء، ونادرًا ما يخرج، لكنه فر في النهاية عبر الحدود إلى باكستان في شباط من العام الماضي، حيث تعرض لوابل من الرصاص أثناء محاولته الهروب من كابول، وفي النهاية وصل إلى باكستان.
ولفتت إلى أنه “رغم إخلاء معظم الفنادق، هناك ضغوط على الحكومة لتسيير المزيد من الرحلات الجوية للأفغان الذين ما زالوا محاصرين في باكستان وأماكن أخرى، حيث تم إجلاء 45 شخصًا فقط في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، لكن الوزراء مترددون في الترحيب بمزيد من المترجمين الفوريين حتى يتم العثور على سكن دائم لهم”.
من جانبها، قالت سارة دي يونج، المؤسس المشارك لتحالف “سولها”، وهي مؤسسة خيرية تدعم المترجمين الفوريين الأفغان، إنه “بعد انتظار دورهم، والحرمان من العمل والتعليم والأمن في باكستان أو إيران، أصبح للمترجمين الفوريين الأفغان المؤهلين وغيرهم من الموظفين الحق في الحصول على المساعدة، والحصول على إجابة من حكومة المملكة المتحدة على السؤال البسيط، متى سيتم نقلهم إلى المملكة المتحدة مع عائلتهم لبدء حياة جديدة”.
بدورها، قالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية “نحن مدينون بالامتنان للموظفين المؤهلين بموجب برنامج سياسة الحكومة لإعادة التوطين والمساعدة الأفغانية الذين عملوا لصالح حكومة المملكة المتحدة أو معها في أفغانستان، تعهدنا بواحد من أكبر الالتزامات على مستوى أي دولة لدعم أفغانستان، وقد قمنا حتى الآن بنقل حوالي 24600 فرد إلى بر الأمان في المملكة المتحدة، بما في ذلك الآلاف في إطار خططنا لإعادة التوطين في أفغانستان، نحن نواصل العمل بوتيرة سريعة للوفاء بالتزاماتنا تجاه شركائنا الأفغان”.
نقلا عن / صحيفة “التايمز”
Comments are closed.