لندن (عربي times)
بين لهيب النار وعاصفة الماء، يقضي المزيد من البشر حرقا وغرقا في شرق الأرض وغربها، في عام يبدو تاريخيا في الكوارث التي تأثر بها الكوكب الذي تزلزل بسكانه أيضا، ليزداد عدد الضحايا أكثر وأكثر، وتتزايد المخاوف من مستقبل الحياة على سطحه.
مواقع إخبارية عربية ودولية تسابقت في رصد الكوارث المناخية والطبيعية التي شهدها العام الحالي، مشيرة إلى أن الارتفاع القياسي في درجات الحرارة العام الجاري بفعل الاحتباس الحراري ترافق مع موجة من الأحداث المناخية القاسية في مختلف دول العالم، من بينها فيضانات مدمرة في الهند واليابان وليبيا، وحرائق غابات واسعة في أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وعواصف مدارية غير مسبوقة في شرق أفريقيا ونيوزيلاندا والبرازيل.
فيضانات وعواصف مدارية
وفي تأكيد لصحة التحذيرات المتزايدة من أثرالاحتباس الحراري على الأرض، شهد عدد من الدول فيضانات وأعاصير وعواصف مدارية شديدة، كان آخرها الإعصار “دانيال” الذي اجتاح مناطق شرق ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، بالإضافة إلى درنة، المدينة الأكثر تأثرا بالفيضانات المروعة، حيث قالت السلطات والعديد من الجهات إن حصيلة الضحايا قد تتجاوز 11 ألف قتيل مع وجود آلاف المفقودين.
قارة آسيا نالت نصيباً واسعاً من الفيضانات المدمرة، ومن بينها فيضانات العاصمة الصينية الشهر الفائت، التي أدت إلى مقتل 33 شخصاً و18 مفقوداً، وانهيار وتضرر أكثر من 200 ألف منزل، وموجة برد أصابت أفغانستان، في يناير/ كانون الثاني، بوصول الحرارة إلى 33 درجة تحت الصفر، ومقتل أكثر من 160 شخصاً، وكذلك إعصار موكا الذي اجتاح ميانمار، في مايو/ أيار، وتسبب في وفاة نحو 500 شخص.
وفي أمريكا الجنوبية شهدت البرازيل، في آب/ أغسطس، ارتفاعاً قياسياً في الحرارة بلغ 41.8 درجة مئوية في مدينة كويابا في منتصف الشتاء. وكان ما لا يقل عن 40 شخصاً قد فقدوا حياتهم نتيجة فيضانات وانهيارات أرضية في ولاية ساو باولو خلال فبراير/ شباط الماضي.
حرائق واسعة
وإلى جانب الفيضانات، واصلت الحرائق امتدادها المدمر في كثير من الدول هذا العام، لا سيما في مناطق الغابات، ومن بين ذلك جنوب وسط تشيلي، خلال شباط/فبراير، التي أدت إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة نحو ألفي شخص، وكذلك حرائق غابات واسعة في كل من المغرب والجزائر، بينما شهدت اليونان الشهر الفائت أكبر حريق غابات يتم تسجيله على الإطلاق في الاتحاد الأوروبي، حيث تسببت في “كارثة بيئية” تهدد المنطقة، مع التهام النيران أكثر من 810 كيلومترات مربعة.
إحصاءات
وفي إحصاءات متداولة لـ “ساينس ألرت”، المختص برصد التطورات المناخية في العالم، أوردها موقع “روسيا اليوم”، فقد تعرضت الولايات المتحدة، بين كانون الثاني/ يناير وآب/أغسطس هذا العام، لـ 23 كارثة مناخية وظروف طقس قاسية، حيث تجاوزت الخسائر مليارات الدولارات .
كما بيّنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)” أن حصيلة عام 2023 تجاوزت بالفعل حتى الآن الرقم القياسي السابق البالغ 22 حدثاً في عام 2020.
وأوضحت NOAA أن هذه الكوارث مجتمعة “تسببت في 253 حالة وفاة مباشرة وغير مباشرة، وبأضرار تزيد قيمتها على 57.6 مليار دولار.
وبحسب مراقب المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، فإن العام 2023 الأكثر سخونة في تاريخ البشرية، كما كانت درجات الحرارة العالمية خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي الأكثر دفئا على الإطلاق.
Comments are closed.