واشنطن (عربي times)
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن الهجوم الأوكراني المضاد يواجه عقبة شاقة غير اعتيادية، تتمثل بـ”تكتيك سوفيتي” تتبناه القوات الروسية.
وأضافت الصحيفة أن “القوات الروسية تتبع أسلوب التخلي عن الأرض ومن ثم الهجوم عليها؛ من أجل إحباط الهجوم الأوكراني المضاد” شرقي البلاد.
ونقلت عن خبراء قولهم إن القادة الروس وظفوا تكتيكًا عسكريًا قديمًا في وجه الهجوم الأوكراني يُعرف باسم “الدفاع المرن”، وذلك بدلًا من التمسك بخط من الخنادق له من التكاليف ما له.
وأضاف الخبراء أنه “من أجل تطبيق التكتيك، تتراجع القوات الروسية إلى مواقع في الخط الثاني، ما يشجع القوات الأوكرانية على التقدم، ومن ثم تشن القوات الروسية هجوما عليها عندما تكون عرضة للخطر، إما أثناء حركتها عبر أرض مفتوحة، أو عند وصولها إلى مواقع هجرها الروس قريبا”.
وأشاروا إلى أن “الهدف من التكتيك منع القوات الأوكرانية من تأمين موقع فعلي واستخدامه كقاعدة لمزيد من التقدم، وهو ما تمكنت القوات الأوكرانية من تحقيقه بنجاح في إحدى القرى في الجنوب، والذي مثّل أكبر اختراق لها في الأسابيع الأخيرة”.
وذكر الزميل البارز في دراسات الحرب البرية في “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” في بريطانيا، بن باري، أن “المُدافع يتنازل عن الأرض بينما يوقع من الخسائر في القوات المهاجمة بقدر ما يستطيع؛ بقصد التمكن من إعداد المهاجمين للقيام بهجوم مضاد حاسم”.
وأضاف بن باري أن “الدفاع المرن ليس تكتيكا جديدا، فقد وظفه الاتحاد السوفيتي خلال إلحاقه الهزيمة بألمانيا في عام 1943 في معركة “كيرسك”، إحدى أكبر المعارك التي دارت رحاها على الجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية. ويبدو أن روسيا تطبقه في أوكرانيا منذ بعض الوقت”.
وأشار إلى أنه من الناحية التاريخية، فقد تم استخدام التكتيك بنجاح، لكن ومن أجل إنجاحه يتطلب قيادة جيدة وقوات حسنة التدريب وتوجيه ضربات مضادة حاسمة.
يقول مسؤولون وخبراء أوكرانيون إن هذا التكتيك يعد واحدا من عدة عوامل عملت على عرقلة التقدم السريع. كما يستشهدون بكثافة حقول الألغام التي زرعها الروس، وشبكات من الخنادق والحواجز المعطلة لحركة الدبابات، وتردد الناتو في تزويدها بالمقاتلات المتقدمة والأسلحة ذات المدى البعيد.
نقلاعن / صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية
Comments are closed.