بكين (عربي times)
واجه الرئيس الصيني شي جين بينغ صيفاً مليئاً بالتحديات اتسم بالكوارث الطبيعية، والشكوك الاقتصادية، وسلسلة من الاستقالات الوزارية التي أثارت التكهنات.
ولكن في خضم هذه الأحداث برزت قمة بريكس في جوهانسبرج كحدث مشرق، حين انضمت ست دول جديدة إلى كتلة الاقتصادات الناشئة، مما أدى إلى توسيع حجمها بشكل كبير. وبانضمام هؤلاء الأعضاء الجدد، تمثل “بريكس” الآن ما يقرب من نصف سكان العالم.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “الغارديان”، لطالما رحب شي جين بينغ بقبول أعضاء جدد في بريكس لتعزيز النفوذ العالمي للكتلة، حيث يتزامن هذا التوسع مع جهود الصين لتوسيع بصمتها الدولية، نظرا لعلاقاتها المتوترة بشكل متزايد مع الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن الصين تواجه تحديات داخلية متنامية، بما في ذلك تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
كما دفع الصراع في أوكرانيا الصين إلى إقامة علاقة اقتصادية وثيقة مع روسيا، وبالتالي توتر العلاقات مع الغرب، لذا لجأت الصين نحو اكتساب النفوذ في الجنوب العالمي.
والمفتاح لتحقيق هذا الهدف، بحسب التقرير، هو تحسين صورة الصين على المستوى الدولي، حيث كشفت الأبحاث التي أجراها مركز بيو هذا العام، أن غالبية سكان الدول المتقدمة لديهم آراء سلبية تجاه الصين، في حين أن الدول ذات الدخل المتوسط، مثل كينيا ونيجيريا، لديها وجهات نظر أكثر إيجابية.
نتيجة لذلك، أكد نائب الرئيس الصيني هان جينغ، خلال حديثه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، على دعم الصين للجنوب العالمي، مشيراً إلى أن الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية، تتقاسم نفس المستقبل مع دول العالم النامية.
ووفقا لإريك أولاندر، رئيس تحرير موقع مشروع الجنوب العالمي الصيني، فإن دخول دول متنوعة مثل إثيوبيا وإيران والأرجنتين في بريكس العام المقبل، بقيادة روسيا والصين، يقوض مصداقية النظام الدولي القائم الذي يقوده الغرب، ويساعد بكين في التعويض عن فقدان القدرة على الوصول إلى الأسواق الغربية.
وبحسب التقرير، فإن سعي الصين لبناء “عالم متعدد القوى” يجذب الدول النامية، وهو ما ينعكس في التحول من مبادرة الحزام والطريق إلى مبادرة التنمية العالمية.
وقد تم إطلاق مبادرة الحزام والطريق قبل عقد من الزمن، واجتذبت استثمارات بقيمة تريليون دولار عبر ما يقرب من 150 دولة، ولكنها أدت أيضًا إلى تفاقم الديون المحلية.
أما مبادرة التنمية العالمية، فقد تم إطلاقها في عام 2021، بهدف تعزيز التعاون الدولي في المجالات المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وقد أعلنت بكين بعد وقت قصير من قمة بريكس عن إطلاق صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعمها.
ومع تلاشي آمال الصين في التحرر السياسي من الغرب، فإنها تعتمد على مكانتها كقوة اقتصادية عظمى وشريك في معالجة القضايا العالمية، مثل تغير المناخ، لفرض بعض من نفوذها في الغرب.
أما في الجنوب العالمي، فتمثل بكين نظامًا عالميًا بديلاً يتمتع بجاذبية أيديولوجية واقتصادية قوية.
نقلا عن/ صحيفة “الغارديان”
Comments are closed.