تقرير: الصراع الداخلي يُضعف “قيادة واشنطن عالمياً”

واشنطن (عربي times)

قالت صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية، إن الولايات المتحدة وجدت نفسها في صراع مع خلاف داخلي، ما ينتقص من قدرتها على توفير القيادة خلال فترة من عدم الاستقرار العالمي المتصاعد، وهو مأزق محفوف بالمخاطر مع اقتراب البلاد من عام انتخابي عالي المخاطر.

عملية “طوفان الأقصى”، التي شنتها حركة “حماس” بشكل مباغت على إسرائيل منذُ 8 أيام، سلّطت الضوء على الحاجة إلى قيادة أمريكية قوية في عالم محفوف بالأزمات بشكل متزايد، لاسيما أن دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن للرد الإسرائيلي على هجوم “حماس” يؤكد  الدور الحاسم الذي من المتوقع أن تؤديه واشنطن في الأزمات العالمية.

وقالت الصحيفة إن الجمهوريين ناضلوا في مجلس النواب لانتخاب رئيس في “الكابيتول”، ما أدى إلى تفاقم الفوضى السياسية المستمرة منذ أسابيع، خاصة إثر إقالة النائب كيفن مكارثي من منصب رئيس مجلس النواب، الأمر الذي يترك الكونغرس مشلولاً في وقت يتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة.

وبيّنت الصحيفة أن الخلاف المستمر داخل مجلس النواب يُذكّر بالتحولات التي شهدها الحزب الجمهوري تحت تأثير الرئيس السابق دونالد ترمب، ما أدى إلى تفاقم الاستقطاب السياسي.

وتثير الانقسامات العميقة داخل الولايات المتحدة، لاسيما داخل مجلس النواب، المخاوف بشأن قدرة البلاد على الوفاء بدورها القيادي العالمي، إذ إن تلك الصراعات جعلت البلاد تبدو مشتتة وضعيفة أمام العالم، كما أن العودة المحتملة للرئيس السابق ترامب إلى البيت الأبيض تؤدي إلى تفاقم المخاوف الدولية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الخلافات التاريخية مع سياسات إسرائيل، ظلت الولايات المتحدة حليفًا ثابتًا لها، وقالت إن دعم بايدن لإسرائيل يُعد أمرًا بالغ الأهمية لاسيما أنها تواجه واحدة من أسوأ الهجمات في تاريخها، وتستعد لعملية عسكرية كبيرة لتحييد تهديد حماس.

وأضافت الصحيفة أن القيادة الأمريكية أدت دورًا أساسًا في الصراعات العالمية لاسيما خلال الحرب الباردة، إلا أنها تواجه، الآن، تحديات من قوى أخرى، مثل: الصين، وروسيا، وإيران، وكوريا الشمالية، والوضع في أوكرانيا يتطلب من الولايات المتحدة حشد الحلفاء الأوروبيين، وتقديم دعم كبير للبلاد.

ورجّحت الصحيفة أن تتولَّى واشنطن زمام المبادرة في دعم العمل العسكري الإسرائيلي، ومنع امتداد الصراع مع “حماس” في أنحاء المنطقة، إلا أن السياسات المثيرة للانقسام في الكونغرس تهدد بعرقلة تلك الجهود.

وبينما تضاءل الدعم المقدم لأوكرانيا بين الجمهوريين، مع مقاومة بعض أعضاء مجلس النواب للحصول على تمويل إضافي، لا يزال الدعم المقدم لإسرائيل قويًا، إلا أن “الاقتتال السياسي” المستمر، والموعد النهائي الوشيك لإغلاق الحكومة، يزيدان من تعقيد تخصيص الأموال لهذه القضايا الحاسمة.

ويخشى مراقبون دوليون من تآكل الثقة في الولايات المتحدة لتكون في موقع القيادة العالمية، إذا حقق ترامب الفوز في انتخابات، العام 2024، وهي انتخابات تكتسب أهمية قصوى مع تزايد الفوضى في العالم.

نقلاً عن/ صحيفة  “واشنطن بوست” الأمريكية

Comments are closed.