واشنطن (عربي times)
الحرب بين إسرائيل وحركة حماس لا تهدد فقط بإشعال حريق إقليمي، بل إنها تؤثر على توازن القوى العالمي، حيث تؤدي إلى استنزاف الموارد الأمريكية والأوروبية، في حين تُخفف الضغط على روسيا وتوفر فرصًا جديدة للصين.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير لها، إنه من الصعب التنبؤ بالتأثير طويل المدى لاشتعال النيران في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن الأمر يعتمد في المقام الأول على ما إذا كانت إسرائيل ناجحة في نهاية المطاف في تحقيق هدفها المعلن، المتمثل في القضاء على حركة حماس، باعتبارها القوة العسكرية والسياسية الرئيسة في غزة.
وأضافت أن الحرب التي شنتها حماس تُعد بمثابة نعمة لمنافسي أمريكا الجيوسياسيين الرئيسيين، حيث سعت الصين وروسيا وإيران منذ فترة طويلة إلى تقويض النظام الدولي الذي تدعمه الولايات المتحدة، وهي الآن تستغل تشتيت انتباه أمريكا.
وبالرغم من ذلك، وبينما تركز واشنطن اهتمامها على الشرق الأوسط، قد تكون روسيا المستفيد الأوضح من الاضطرابات المنتشرة؛ حيث تحتفل موسكو بما تسميه “نفاق الحكومات الغربية”، التي أدانت بشدة المذابح الروسية ضد المدنيين في أوكرانيا، لكنها لا تقدم سوى انتقادات خفيفة، إن وجدت، للأفعال الإسرائيلية في غزة، وفق تقرير الصحيفة.
ولفتت إلى مقارنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحصار الإسرائيلي لغزة بالحصار المفروض على مسقط رأسه سانت بطرسبرغ، التي كانت تسمى آنذاك لينينغراد، خلال الحرب العالمية الثانية، وهذا في جوهره، يساوي بين الإسرائيليين والنازيين.
وأشار التقرير إلى تصريح وزير خارجية ليتوانيا، جابريليوس لاندسبيرجيس: “إن أي صراع يجذب بعض الاهتمام من أوكرانيا يصب في مصلحة روسيا”، وربما لم يكن الروس هم من بدأوا ذلك، لكن لديهم مصلحة كبيرة في إطالة أمد الصراع في إسرائيل لأطول فترة ممكنة.
كما لفت التقرير إلى احتضان الصين للقضية الفلسطينية بطريقة لم تفعلها منذ عقود، وأصبحت علاقاتها الودية مع إسرائيل في حالة يرثى لها، حيث امتنعت الصين بوضوح عن استخدام كلمة “الإرهاب” لوصف هجوم حماس، مما أثار استياء إسرائيل كثيرًا.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قوله الخميس الماضي، في أول تصريحات علنية له منذ هجوم حماس الذي أدى إلى الحرب: “إن جوهر الأمر هو أنه لم يتم تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني”.
وقال تقرير “وول ستريت جورنال” إن بكين تستعد لصدام محتمل مع الولايات المتحدة حول مستقبل تايوان، بينما تستفيد الصين من تحول انتباه واشنطن مرة أخرى بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط، كما يقول مراقبو الشؤون الصينية.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في شؤون الصين، أنطوان بونداز: “سيحاولون تصوير الولايات المتحدة على أنها عامل عدم الاستقرار، والصين على أنها عامل السلام، إن هدف الصين هو تقديم نفسها للدول النامية كبديل، وكبديل أكثر جاذبية”.
Comments are closed.