لندن (عربي times)
حذَّر العلماء في مؤتمر الأمم المتحدة “كوب 28” المعني بتغير المناخ، والمنعقد حاليًّا في دبي، من أن حرارة الكوكب سترتفع بأكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، بناءً على السياسات الحالية.
وأشاروا إلى أنه أصبح من المحتم أن يتجاوز الاحتباس الحراري العالمي الهدف الرئيس المتمثل في 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة؛ ما يجعل العالم يحاول استعادة هذا الهدف في السنوات المقبلة.
ويتعين على العالم التأقلم مع ارتفاع حرارة الأرض لبضعة عقود على الأقل، كما سيكون عليه بعد ذلك خفض الحرارة مرة أخرى، من خلال زراعة الأشجار واحتجاز الكربون لاستبدال “انبعاثات صفر” بانبعاث سلبي “تحت الصفر”، أو اللجوء إلى بعض الهندسة الجيولوجية من الخيال العلمي.
تأثيرات لا رجعة فيها
الدكتور أوليفر جيدن، مؤلف النتائج التي تم الكشف عنها خلال قمة “كوب 28” قال، إن الانبعاثات لم يتم خفضها بالسرعة الكافية للبقاء على المسار الصحيح.
وأضاف أنه حتى لو عادت درجات الحرارة وانخفضت في نهاية المطاف إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، فإن بعض التأثيرات ستكون لا رجعة فيها، مثل: الأنواع المنقرضة من النباتات والحيوانات، والغابات التي سوف تخرج عن التوازن الذي تعمل به.
وتابع: “سنتجاوز الـ1.5 درجة على الأرجح، وعلينا أن نستعد لمعرفة ما يجب فعله حيال ذلك، وألا نقول فقط إننا خسرنا المعركة”.
وأشار إلى أنه “إذا كنا نرغب في إعادة المناخ عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، فسيتعين علينا الحصول على صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سلبية، “تحت الصفر”، أو عمليات إزالة كربون أكثر من الانبعاثات.
كما لفت إلى أنه حتى لو ارتفع مستوى سطح البحر عندما تزداد الحرارة 1.5 درجة مئوية، فإن ذلك الارتفاع سيبقى لعدة قرون؛ ما يعني أن ارتفاع حرارة الكوكب 1.5 درجة مئوية ليس آمنًا.
تحرير المناخ والحلقة المفرغة
ويدعو اتفاق باريس إلى إبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، لكنه لم يحدد موعدًا نهائيًّا لذلك، رغم أن العلماء أجروا حسابات تصل إلى عام 2100.
وتهدف عدة بلدان إلى الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، لكن درجات الحرارة يمكن أن تستمر في الارتفاع على أي حال؛ لأن ثاني أكسيد الكربون يبقى في الغلاف الجوي لمئات السنين.
ويفيد تقرير بعنوان”10 رؤى جديدة في علوم المناخ” بأن أدلة متعددة تشير إلى أنه لم يعد بالإمكان وقف ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية دون تجاوزه، محذرًا من الدخول في حلقة مفرغة.
على سبيل المثال، تؤدي فترة طويلة من ارتفاع الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، إلى إتلاف مصارف الكربون الطبيعية للأرض؛ ما يؤدي إلى مزيد من الاحتباس الحراري.
وحسب التقرير، لا يوجد طريق يجنبنا تجاوز هذه الظاهرة الناتجة عن ارتفاع الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية لعدة عقود على الأقل، باستثناء التحولات الجذرية الحقيقية.
عمليات إزالة الكربون الحالية
وتتم معظم عمليات إزالة الكربون اليوم من خلال الأشجار، رغم أنه يتم تطوير المزيد من الخيارات التقنية التي يتم فيها امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي واحتجازه ودفنه تحت الأرض أو في البحر.
وقال الدكتور جيدن، إن مثل هذه التكنولوجيا ستستغرق وقتًا طويلًا حتى تصبح ناضجة، وقد تم وصفها في تقرير للأمم المتحدة يدعم التقييم العالمي لـ “كوب 28” بأنها تنطوي على مجموعة من القضايا العملية، ولكي تُعطي إزالة الكربون نتيجة، يجب وضع السياسات في المستقبل القريب.
Comments are closed.