طهران (عربي times)
يطرح صعود الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان إلى الحكم في إيران تساؤلات حول ما إذا كان المرشد الأعلى علي خامنئي يبعث برسائل تهدئة إلى الغرب في سياق تواجه فيه البلاد صعوبات داخلية وخارجية.
وفاز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، التي جرت أمس الجمعة، أمام منافسه المتشدد سعيد جليلي، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية.
صعود مخطط له
وبصرف النظر عن النتائج الرسمية التي أعلنتها السلطات فإنّ صعود بزشكيان إلى السلطة “مخطط له” من قبل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وفق ما يؤكده مراقبون.
ويعد متابعون للشأن السياسي الإيراني أنّ اسم الرئيس يُعد أمرًا ثانويًا في إيران لأن السياسات العامة يضعها المرشد الأعلى، وفقًا لما يراه، واستنادًا إلى دائرة ضيقة محيطة به تحدد الأولويات وترسم الطريق الذي سيسير عليه الرئيس.
وأشاروا في هذا السياق إلى أولى التصريحات التي أدلى بها خامنئي بعد إعلان فوز بزشكيان، إذ دعا المرشد الأعلى الرئيس الجديد إلى “الاستمرار على نهج” الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
غير أنّ هذا التصريح ليس سوى “محاولة لترضية المعسكر المحافظ وطمأنته” بعد خسارة مرشحه سعيد جليلي، ما يعني أنّ خامنئي يدير الأمور بكامل تناقضاتها وبحسب ما يقتضيه كل سياق في الداخل أو في الخارج، وفقًا لمتابعين.
وبحسب المراقبين فإنّ هناك مزاجًا عامًا في إيران يدفع نحو صعود “رئيس إصلاحي” للحكم اعتبارًا لحالة العزلة التي تواجهها البلاد نتيجة العقوبات الغربية التي أثرت بشكل واضح وملموس على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، ما يهدد بتنامي التحركات الاحتجاجية الاجتماعية، الأمر الذي يسعى النظام الإيراني إلى تجنبه بالوسائل كلها.
لا مصلحة في التصعيد
وعدّ المراقبون أنّ هذه المرحلة تقتضي “تفعيل الوجه التصالحي” لإيران، لأن التصعيد مع الغرب ينطوي على مغامرة كبيرة وقد يدفع البلاد إلى مزيد من العزلة والانغلاق ويكلفها مزيدًا من الخسائر على المستوى الاقتصادي.
ويمثل مسعود بزشكيان شخصية “أكثر قابلية” لدى الغرب، إذ يوصف بأنه معتدل، وكان قد وعد في حملته الانتخابية بإحياء الاتفاق النووي الموقع مع الغرب سنة 2015، الذي أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب منه بشكل أحادي العام 2018.
وقال بيزكشيان في أول تصريح له بعد انتخابه “سنمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد، علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدّم البلد”.
غير أنّ المحللين يعدّون أن صلاحيات الرئيس الإيراني تبقى محدودة ومرتبطة إلى حدٍّ كبير بما “يسطّره” المرشد الأعلى.
Comments are closed.