على وقع التطورات الدراماتيكية في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط ترتفع الدعوة لضرورة التقاط اللبنانيين اللحظة المناسبة والفرص البديلة الممكنة لملئ الشغور الرئاسي في قصر بعبدا وفق سلة متكاملة تفضي لمسارات سياسية ودستورية منتظمة تمكن لبنان من الانخراط مجدداً في المنظومتين الاقليمية والدولية وتعيد الاعتبار لفكرة الحياد الايجابي عن الصراعات والاستقطابات الاقليمية.
وفق مصدر دبلوماسي رفيع في الخماسية الرئاسية ان كرة ملئ الشغور الرئاسي بات شبه خالص في ايدي اللبنانيين وقد بدت طلائعه عبر مبادرة الثلاثي ”بري، ميقاتي، جنبلاط” وفق منطق عراب المسار الثالث سيد المختارة، ويتابع المصدر من المهم التصرف بمسؤولية وطنية عالية قبل ان تعود الامور وتتعقد وقد تم فك الارتباط بين ملف الرئاسة ومسار حرب الاسناد، لان المتضررين في الداخل والخارج كثر.
الاتجاه المعاكس بدأه وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي خلال زيارته لبنان مؤخراً ولقائه الرئيسين بري وميقاتي وتأكيدة بعدم المساس بوحدة الساحات وضرورة استمرار حرب الاسناد اللبنانية لغزة وعدم نضوج الظروف لانتخابات رئاسية لبنانية، تصريحات عراقجي بدت منفصلة عما يحدث في بيروت خصوصاً ضاحيتها الجنوبية وأن ايران قد فقدت الكثير من اوراقها في الملفات الاقليمية لا سيما اللبنانية منها ففي الوقت الذي اعلنت فيه طهران وقف العمليات ضد اسرائيل من جهة واحدة واكتفائها برزمة الصواريخ الخلبية تجاه تل ابيب فإن طهران وقد تناثرت وحدت ساحاتها في مواجهة مجازر نتنياهو تصر على مواجهة اسرائيل من لبنان حتى النهاية.
يبدو أن قبضة حزب الله الرئاسية قد تراخت الى حد التباين مع الموقف الايراني نفسه حيث تصريحات نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الاخيرة تشي بذلك عندما قال”: ”نحن لنا ملء الثقة بقيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري أنت الأكبر بنظر الأمين العام واعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل “حزب الله”.الغزل اياه بدا تفويضاً للرئيس بري بإيجاد مخرج لوقف الحرب الحالية ولو كان الثمن كبيراً بحجم سلة متكاملة تبدأ برئاسة الجمهورية.
عضو المكتب السياسي في حزب الله غالب ابو زينب كان أكثر واقعية بقوله نسعى لإعادة الترميم من أجل إعادة توازن القوى بما يضمن وحدة لبنان وموقعه الإقليمي غامزا من قناة الرئيس المقبل.
من جهتهما حليفي حزب الله المرشحان الرئاسيان المعلن سليمان فرنجية والمضمر جبران باسيل يبذلان جهود متعارضة بينهما مضادة لمسار الخيار الثالث.
فرنجية اكد أن “الرئيس بري لا يزال داعماً ترشيحه وأن البعض أعلن استسلامه قبل المعركة، لكن فلننتظر المعركة ونتائجها”.ولفت فرنجية إلى أنه لا وجود لرئيس يرضي الجميع ولبنان بحاجة لرئيس فعلي وشرعي ووطني وعربي يحمي ظهر المقاومة”.
من جهته جبران باسيل الآتي من رحم اتفاق “مار مخاييل” المنهك بإصاباته البنيوية وقد استنفذته تجربة الرئيس ميشال عون، يعتبر نفسه مرشحاً مثالياً بين تعارضات القوى الرئاسية اي بين من يريد نزع سلاح حزب الله وبين من يريد أن يراكمه رغم ان باسيل لم يشرح حتى الآن مضمون فلسفته الرمادية المتعلقة برسم السياستين الدفاعية والخارجية وعدم اقتناعه بنضوج طبخة الرئاسة.
وبسبب تجميد تيار المستقبل عمله السياسي يسجل غياب شبه كلي لمرشحي بقايا 14 آذار التقليديين مثل ميشال معوض وجهاد ازعور حيث يكتفي الأول ببعض التصريحات الاسبوعية والتغريدات الروتينية رغم حظوظه الوازنة التي من الممكن أن تقفز بقوة إلى مقدمة السباق بفضل علاقاته القوية مع الدولة العميقة في واشنطن فضلا عن موقعه الداخلي المتقاطع مع مروحة نيابية وسياسية واسعة.
اكثر السيناريوهات إثارة هو إقتحام قائد القوات اللبنانية سمير جعجع المشهد الرئاسي مباشرة إذا ما تمكن نتنياهو فعلا من تغيير وجه المنطقة كما ذكر في خطابة الاخير من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك عندما اطلق سهما لدول النعمة يبدأ من الهند ويمر بعدة دول منها لبنان وفلسطين المحتلة إلى أوروبا وآخر يفصل بين من أسماهم دول النقمة.
مع تحذيرات البعض ان ميشال عون سيكون آخر الرؤساء الموارنة فالرئيس القادم لن يكون نمطيا تقليديا لتمديد الازمة بل تنتظره تحديات خطيرة تستلزم قرارات تاريخية شجاعة والحال كذلك فلا بد من أن يكون رجل دولة ورئيسا استثنائيا يتحقق على يدية خلاص الدولة والاستقلال الجديد بمعنى انعتاق لبنان من ساحة التجريب المستمر.
وعلى هذا الأساس تبرز أهمية الخيار الثالث الذي يخرج من عباءة الارتهان والمحاصصة إلى رحاب الدولة على قاعدة إعادة الاعتبار لمفهوم المواطنة.
المرحلة الحالية تطلب رئيسا جامعا من خارج الانقسامات الحادة وهذا يعني استبعاد مرشحي 8 و 14 آذار لصالح مرشح التقاطعات المحلية والإقليمية والدولية للذهاب بلبنان إلى حيث يجب
مجمل اطروحة التوافقات الرئاسية الراهنة تذهب نحو المواصفات المناسبة لمشروع الخلاص الجديد وهذا يتطلب شخصية من خارج الطقم السلطوي الذي تناوب بطريقة او أخرى يولي رفاهية المواطن عنايته قادر على الاخذ باتفاق الطائف إلى بر الأمان هذة المواصفات تصعب الأمور على الأسماء التقليدية التي لم يعد يحتملها الواقع بابعاده المختلفة بحيث يدفع بعضهم لمحاولة تقمص الدور الجديد معتقدا ان تغيير الجلد كاف لستر المضمون الفاضح بالتجربة وعبر سنوات طويلة
في اللوحة الرئاسية المتداولة في الكواليس المعنية تتقدم صورة الثلاثي الأوفر حظا قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون والاقتصاديان نعمة افرام والدكتور زياد حايك.
العماد عون استطاع الحفاظ في احلك الظروف على المؤسسة العسكرية والسير بها نحو بر الامان ويتمتع بثقة الداخل والخارج كرجل دولة لا سيما الحاجة لرجل أمن يلي اليوم التالي للحرب.
النائب في البرلمان اللبناني نعمة افرام يحظى بدعم نيابي ملحوظ يوحي بالثقة ويتمتع بالمصداقية سليل أسرة مؤسساتية امتهنت الصناعة واتقنت فن الاقتصاد
الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك الاتي من عالم الإدارة والمال والاعمال والعلاقات الدولية المرشح السابق لرئاسة البنك الدولي والذي يتقن 12 لغة جدد طرح نفسه كخيار ثالث لرئاسة الجمهورية في مؤتمره الصحافي في نقابة محرري الصحافة اللبنانية والذي تناول فيه التطورات المتعلقة بالإنتخابات الرئاسية بدأت تتضح رؤيته الان اكثر فأكثر في ظل الحرب الاسرائيلية الحالية المدمرة على لبنان حين قال ومنذ مدة بعيدة وبطريقة رؤيوية لمهام الرئيس المقبل والتحديات التي تنتظره”الأوضاع الأمنية خطرة ويمكن الحرب تمتد ل كل لبنان ب غفلة عين، فمن الضروري أن ندعو السادة النواب إلى انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، لكي يكون لدينا على الأقل من يجمع لبنان في حال الحرب ومن هو دستورياً صاحب التوقيع على اتفاقيات دولية في حال الوصول الى التسوية التي يحكى عنها في المنطقة.
د. زياد علوش
كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني
Comments are closed.