لندن (عربي times)
ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن أوكرانيا أعدّت “خطة النصر” للتعامل مع إدارةدونالد ترامب القادمة، مركزة على الصفقات التجارية المحتملة، وتأمين الوصول إلى المواد الخام ونشر القوات، بهدف التأثير على الرئيس الأمريكي.
وبحسب الصحيفة، وبناءً على ما قاله مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون، فقد قدّم حلفاء اوكرانيا في أوروبا والولايات المتحدة، ومن بينهم كبار الجمهوريين، مشورة حول كيفية صياغة مقترحات تشجع على التعاون الوثيق مع كييف بدلاً من قطع المساعدات الحاسمة.
وأضافت أن المقترحات تأتي بدافع قلق المسؤولين الأوكرانيين والأوروبيين من أن ترامب قد يتخذ خطوات سريعة لإبرام اتفاق سلام مع روسيا، مما قد يهدد بدوره الدعم الغربي لأوكرانيا.
ووضعت فكرتان أساسيتان ضمن “خطة النصر” للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع الأخذ بعين الاعتبار موقف ترامب، بحسب مشاركين في وضع الخطة. وقدمت المقترحات لترامب خلال لقائه مع زيلينسكي في نيويورك في سبتمبر/أيلول.
وتتمثل إحدى الأفكار في استبدال بعض القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا بقوات أوكرانية بعد الحرب، وفقًا للصحيفة.
أما الخطة الأخرى، التي اقترحها لأول مرة السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، فتشمل تقاسم الموارد الطبيعية الحيوية لأوكرانيا مع الشركاء الغربيين. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن ترامب كان “مهتمًا” بالفكرتين.
بشكل منفصل، تُجرى نقاشات بين قادة الأعمال في أوكرانيا والحكومة حول منح ترامب سلطات “فحص الاستثمار”، ما يسمح له بالتحكم في اختيار الجهات التي تستطيع العمل في أوكرانيا.
وأشار أحد المشاركين في التخطيط إلى أن الهدف هو إقصاء الصين عن هذه الاستثمارات، وهو ما قد يلقى قبولاً خاصًا لدى ترامب. وتدرس أوكرانيا تحويل الصناعات المعتمدة على التكنولوجيا الصينية إلى الموردين الأمريكيين، لجذب مزيد من الاستثمارات الغربية. رغم أن الفكرة لا تزال في مراحلها الأولى، يعتقد قادة الأعمال المقربون من مكتب الرئيس أنها قد تحظى بتأييد ترامب.
وبدأت أوكرانيا في وضع مقترحاتها خلال الصيف، “لتقديم روايتها قبل أن يتسنى لترامب تقديم روايته الخاصة”، كما قال أحد المشاركين في التخطيط.
وتأمل كييف، التي خاب أملها بسبب تردد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في زيادة الدعم العسكري، أن يتجاوب ترامب مع النقاط المصممة خصيصًا له. واعتبر أوليكساندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أن العرض المقدم لترامب يعد “خطوة حكيمة لإظهار أن أوكرانيا ليست عبئًا على الغرب”. وأضاف ميريزكو: “يريد ترامب أن يكون منتصرًا، ولكي يتحقق ذلك يجب أن يظهر لبوتين قوته”.
من جانبها، قالت أليونا غيتمانشوك، مديرة مركز أوروبا الجديدة للأبحاث ومقره كييف، إن زيلينسكي يحتاج أيضًا لإظهار استعداده لحضور محادثات السلام مع روسيا، لكنها أشارت إلى أن الزعيم الأوكراني “محدود” بمصالح بلاده الوطنية و”توقعات المجتمع الأوكراني”. وأكدت أن زيلينسكي “قد يمنح ترامب فرصة أن يكون أعظم صانع سلام على الإطلاق”.
في المقابل، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤخرًا، بأفكار ترامب حول إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية، وفتح باب المفاوضات مع ترامب قبل توليه المنصب، في يناير/كانون الثاني. ومع ذلك، توقع المسؤولون الغربيون أن روسيا قد تبدأ أي مفاوضات من موقف متشدد مشابه لما كان عليه قبل 3 سنوات، عندما طالبت الناتو بسحب القوات والأسلحة من أوروبا الشرقية.
وقال دميتري ترينين، أستاذ الأبحاث في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، إن روسيا قد تكون “منفتحة على الحوار” إذا قدم ترامب عرضًا يتماشى مع رغبة روسيا في القضاء على ما تعتبره “جذور مشكلة أوكرانيا”. وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين كانوا مترددين في قبول مثل هذه المقترحات في العام 2021، ولكن هذه المرة قد تعتمد روسيا على تفوقها في القوى البشرية والنارية لانتزاع المزيد من التنازلات من ترامب.
وقال كيريل دميترييف، أحد مسؤولي صندوق الثروة السيادية الروسي، إن ترامب قد يفتح “فرصًا للحوار” بين روسيا والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن فريق ترامب يمتلك سمعة جيدة كجهات عملية ومدروسة، ما قد يجعل أي حوار بين الجانبين أفضل من عدمه.
Comments are closed.