ساعات وليس أياماً باتت تفصلنا عن موعد إجراء التعداد العام للسكان والمساكن المقرر (يوم الاربعاء 20 تشرين الثاني 2024)لنعرف عبر مؤتمر صحفي مرتقب نتائج التعداد بعد هذا التاريخ وكم اصبح عددنا وأين نحن بالضبط؟ وكم عراقي وعراقية يعيشون ويعملون ويبحثون عن عمل، وهل يسكنون في بيوت ملك صرف أم بيوت مستأجرة؟وما هو مستواهم الاقتصادي والعلمي وحالتهم الصحية والاجتماعية؟ وسيكون على كل عراقي الإجابة على 70 سؤالاً ضمن 11 محوراً في استمارة التعداد ، وهي ليست أسئلة امتحان وزاري فقد نشرتها وزارة التخطيط في وسائل الإعلام مسبقاً والإجابة على جميع الأسئلة دون ترك لأي سؤال، وهو ليس كتعداد تلاميذ المدارس لمعرفة الحضور والغياب ، وليس كبصمة الموظفين لكشف الفضائيين، وانما تعداد يشمل كل العراق بلا استثناء للمرة الأولى منذ 40 عاماً.
وللإحصاءات والأرقام أهمية حاسمة في حياتنا فنحن في هذه الدنيا أرقام ، نولد برقم ونعيش ونموت برقم، وعلينا رقيب يحصي أعمالنا ورب قدير، أحصى كل شيءٍ عددا، ولا صغيرة وكبيرة إلا أحصاها ، وهو العارف بأعدادنا وأسرارنا وأرزاقنا منذ خَلقنا وحتى يوم نأتيه فرادى.
أما الجدوى من التعداد العام للسكان والمساكن فتكمن في توفير قاعدة معلومات دقيقة لأجل التخطيط لسد احتياجات السكان المتوقع وصول عددهم الى 45 مليون نسمة مع زيادة اكثر من مليون عراقي سنوياً وكيف ستتفاقم الحاجة الى دور السكن والمدارس والمستشفيات وفرص العمل، والغاية ليس العد بل مابعد العد ،وهدف التعداد العام يجب أن يكون التخطيط لحياةٍ افضل مستقبلاً وكيف نحقق تنمية اقتصادية ونوفّر فرص حياة وسكناً ودراسة وصحة وعملاً وخدمات أفضل .
والتعداد العام “تنموي” كما وصفه زميلنا عبدالزهرة الهنداوي مدير إعلام وزارة التخطيط الذي أشبع وسائل الإعلام بالمعلومات والأرقام والتصريحات والتوقعات حتى تمنيت أن يضاف للاستمارة سؤال مخصص للصحفيين فقط ، ليكون السؤال رقم 71 : كم مدير إعلام لدينا مثل الهنداوي؟.
عبدالهادي مهودر
كاتب واعلامي
العراق
Comments are closed.