نيويورك (عربي times)
تساءلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية في تقرير عن ما إذا كان العام 2025 سيحمل معه نهاية حروب إسرائيل التي تشنها في المنطقة منذ 14 شهرا.
وبحسب التقرير، “يحمل العام المقبل بُعدا جديدا لسياسة الشرق الأوسط يتمثل بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض”.
ووجهت المجلة سؤالا لخبراء مفاده: “هل تنتهي حروب إسرائيل في الشرق الأوسط في عام 2025؟”، وأوردت الإجابات في تقريرها.
جولات أخرى
وقال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، إن “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ 100 عام لن ينتهي إلا عندما تنهي إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية وتمنح الفلسطينيين حق تقرير المصير، ستنتهي الجولة الحالية من الأعمال العدائية الشديدة في عام 2025، ولكن ستكون هناك جولات أخرى عاجلاً أم آجلاً”.
وأضاف أن “كلا من الائتلاف الذي يقوده بنيامين نتنياهو والمعارضة يعارضون بشدة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. وإذا كان الأمر كذلك، فإن إسرائيل تواجه خطر حرب أبدية”.
بدوره، رأى نائب رئيس جامعة تل أبيب، إيال زيسر، أن “إسرائيل حققت خلال العام الماضي معظم أهدافها في الحرب. هُزمت حماس كقوة عسكرية وحكومية في غزة، وتعرض حزب الله لضربة شديدة حرمته من القدرة على ردع وتهديد إسرائيل. في سوريا، سقط نظام بشار الأسد وتم دفع إيران إلى الوراء وإضعافها وردعها”.
وأشار إلى أن “هذه ظروف مواتية لإنهاء حروب إسرائيل خلال عام 2025 وترجمة الإنجازات العسكرية إلى خطوة سياسية مع الدول العربية المعتدلة وربما الفلسطينيين أيضًا. ليس من الواضح ما إذا كان هذا يخدم المصالح السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو ما إذا كان قادرًا على مثل هذه الخطوة بسبب ضغوط من شركائه السياسيين”.
وتابع: “من هنا، فإن من سيقرر حقًا ما إذا كانت الحرب في المنطقة ستنتهي وسيتم تطبيق الضغط الاقتصادي وليس العسكري على إيران، هو دونالد ترامب”.
خنق الشرق الأوسط
بدوره، قال مهران كامرافا، الأستاذ في شؤون الحكومة بجامعة جورج تاون في قطر، إنه “في عام 2022، شبه رئيس الوزراء آنذاك نفتالي بينيت إيران بأخطبوط تحاول مخالبه ــ حزب الله، وحماس، والحوثيون، وغيرهم ــ خنق الشرق الأوسط.
ودعا بينيت إلى قطع رأس الأخطبوط، ولكن هذا لم يحدث بعد”.
وتابع: “لكن، إذا استخدمنا استعارة بينيت، فإن معظم مخالب الأخطبوط ضعفت بالفعل بشدة إن لم يتم القضاء عليها تماما”.
وأضاف: “من غير المرجح أن توقف الحكومة الإسرائيلية، التي تشجعت بنجاحاتها العسكرية منذ أواخر عام 2023، وتحت قيادة رئيس وزراء محاصر سياسيا مع وجود قضايا قضائية متعددة معلقة فوق رأسه، حملتها محاولة استعداء الأخطبوط الإيراني”.
واعتبر كامرافا أن “أكبر حليف لرئيس الوزراء نتنياهو، دونالد ترامب، لا يحب الحروب، فهي ليست جيدة للأعمال التجارية، وبالتالي فإن سعي إسرائيل إلى حرب شاملة أمر غير مرجح”.
وقال أستاذ التاريخ والدراسات اليهودية في جامعة ولاية بنسلفانيا، ليور ب. ستيرنفيلد، إن “إسرائيل لن تنهي الحرب دون ضغوط خارجية، المأزق القانوني والسياسي الذي يواجهه نتنياهو يتراجع طالما لا تزال الحرب مستمرة، فهو قادر على خلق شبكات أمان شخصية متعددة، وترتيبات سياسية مؤقتة، ودعم شعبي كافٍ”.
وتابع: “نواجه ضغوطاً خارجية قادرة على تحريك الأمور في اتجاهات مختلفة. ومن بين هذه الاحتمالات، من الأقل ترجيحا إلى الأكثر ترجيحا، التأييد المدوي لأوامر الاعتقال الصادرة عن محكمة العدل الدولية، أو توقف المزيد من الدول شحناتها من الأسلحة إلى إسرائيل، أو إدراك الرئيس ترامب أن إسرائيل أصبحت تشكل عبئا متزايدا على الولايات المتحدة. سيفرض ترامب وقفا مؤقتا لإطلاق النار، وستتبعه جولات إضافية في المستقبل القريب”.
تجنب المحاكمة
وقال الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية في كلية سانت أنتوني، أفي شلايم، إنه “من غير المرجح أن تنتهي حروب إسرائيل في الشرق الأوسط في عام 2025 أو في أي وقت في المستقبل المنظور”.
ورأى أن “السبب المباشر لذلك هو أن بنيامين نتنياهو يحتاج إلى إطالة أمد الحرب المروعة في غزة لتجنب المحاكمة في وطنه بتهم الفساد التي تحمل عقوبة السجن”.
وأضاف شلايم أن “السبب الأعمق هو أن إسرائيل دولة استعمارية استيطانية مدمنة على الاحتلال والتطهير العرقي والتوسع الإقليمي”.
وتابع أن “الحكومة الحالية تزعم السيادة اليهودية على كامل أرض إسرائيل التي تشمل الضفة الغربية وبالتالي تستبعد دولة فلسطينية مستقلة، وهذه وصفة للصراع الدائم”.
وأردف شلايم بالقول، إن “جميع حروب إسرائيل منذ يونيو/ حزيران 1967 كانت ناجمة عن احتلالها للأراضي العربية، وكانت الولايات المتحدة، بسبب دعمها العسكري والدبلوماسي غير المشروط، متواطئة في جميع حروب إسرائيل وكذلك جرائم الحرب، بما في ذلك حملة الإبادة الجماعية ضد شعب غزة”.
Comments are closed.