واشنطن(عربي times)
هدَّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية كبيرة على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب استيائه من عدم شراء الأوروبيين المزيد من السيارات الأميركية.
ووفق تقرير لشبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن المدن والبلدات الأوروبية القديمة، خاصة الإيطالية، بشوارعها الضيقة المرصوفة بالحصى، تقدم تفسيراً واضحاً لسبب عدم استقبال الأوروبيين للسيارات الأميركية.
ومن جانبه، يعتبر محلل صناعة السيارات، هامبوس إنجيلاو، أن التجول في إيطاليا بسيارة رياضية منخفضة وكبيرة أمر صعب للغاية.
بدوره يرى مايك هاويس، الرئيس التنفيذي لجمعية مصنعي وتجار السيارات، التي تمثل الصناعة في المملكة المتحدة أنه إذا أضفنا التكلفة للمعادلة، يتوضح سبب عدم رؤية الكثير من شاحنات البيك آب الأميركية على الطرق الأوروبية، وفق ما نقلته «بي بي سي».
هاويس أردف أن أسعار الوقود في أوروبا أعلى من تلك التي لدى الأميركيين، لذا يفضل الأوروبيون المركبات الأصغر حجماً، والأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، في حين يفضل الأميركيون، عموماً، المركبات الأكبر حجماً.
وقال إنجيلاو، الذي يعمل أيضاً في بنك الاستثمار السويدي «هاندلسبانكن كابيتال ماركتس»: إن الأميركيين يدفعون لكل جالون ما ندفعه لكل لتر». ويعادل الجالون الأميركي الواحد 3.8 لتر.
هذه الاختلافات دفعت شركات صناعة السيارات الأوروبية لاكتساب حصة سوقية كبيرة في الولايات المتحدة، إذ تستقبل البلاد ملايين السيارات من «بي إم دبليو»، و«مرسيدس»، و«فولكس فاغن»، والعديد من الشركات الأخرى على حد تعبير ترامب.
وفي العام 2022، تم تصدير 692.334 سيارة جديدة مصنوعة في الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، بقيمة 36 مليار يورو (37 مليار دولار أميركي). في حين أن 116.207 سيارات جديدة فقط مصنوعة في الولايات المتحدة ذهبت في الاتجاه المعاكس، بقيمة 5.2 مليار يورو.
وقال ترامب إن هذا الخلل ناجم عن قواعد تجارية غير عادلة، ويحتاج إلى تصحيح.
ويوضح إنجيلاو، قائلاً: «إن ترامب يشعر بالقلق؛ لأن شروط التجارة ليست متساوية حقاً»، مشيراً إلى أن الرسوم الجمركية البالغة 10% التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات المستوردة من الولايات المتحدة تتجاوز بكثير الرسوم الجمركية البالغة 2.5% التي تفرضها الولايات المتحدة، حالياً، على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي.
ودفعت هذه التفاوتات ترامب إلى القول إنه يريد زيادة الرسوم الجمركية الأميركية على واردات السيارات الأوروبية. وقد أعلن بالفعل عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم، وهما معدنان حيويان لشركات صناعة السيارات.
ويبدو أن خطوة ترامب دفعت مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى التفكير في خفض التعريفات الجمركية الخاصة بهم من أجل حماية صناعة السيارات الأوروبية من حرب تجارية محتملة.
سياسة ترامب لم تعجب رئيس شركة فورد لصناعة السيارات الأميركية، جيم فارلي، فقد نقلت عنه شبكة “إن بي سي نيوز”، مؤخراً، قوله: «حتى الآن، ما شهدناه هو تكاليف باهظة، وفوضى عارمة»، وفق «بي بي سي».
هاويس أشار إلى أن صناعة السيارات عالمية، لذا فإن شركات صناعة السيارات، عموماً، ترغب في التصنيع بالقرب من حيث يتواجد العميل.
وتقوم العديد من شركات صناعة السيارات الأوروبية، وأبرزها العلامات التجارية، مثل: «بي إم دبليو»، و«مرسيدس»، و«أودي»، بتصنيع بعض أكبر سياراتها في أميركا الشمالية، ويتم تصدير بعض هذه المركبات إلى أوروبا.
Comments are closed.