طهران (عربي times)
حذّرت إيران من التكاليف الباهظة التي ستتحملها الولايات المتحدة في حال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة في المنطقة، مؤكدة أن مثل هذا الصراع سيكلّف واشنطن تريليونات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.
وجاء التحذير على لسان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي شدد على أن كلفة أي حرب جديدة قد تتجاوز ما أنفقته الولايات المتحدة في كل من افغانستان والعراق، داعياً إلى تغليب الدبلوماسية على الحلول العسكرية.
وقال عراقجي، في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن الأسابيع الأخيرة شهدت تبادل رسائل بين طهران وواشنطن، واصفاً هذه الاتصالات بأنها “محاولة جادة لتوضيح المواقف وفتح آفاق جديدة للدبلوماسية”.
وأضاف أن ايران مستعدة للعمل بجدية من أجل التوصل إلى اتفاق، متحدثا عن مفاوضات غير مباشرة ستُعقد مع الولايات المتحدة، يوم السبت المقبل، في سلطنة عُمان، معتبراً هذه الخطوة “فرصة، بقدر ما هي اختبار”.
وأوضح عراقجي أن السعي إلى هذه المفاوضات ليس مجرد “تكتيك مؤقت أو موقف أيديولوجي”، بل خيار إستراتيجي، رغم وجود “جدار كبير من انعدام الثقة، وشكوك جدية في النوايا الأمريكية”. وحذّر من أن استمرار سياسة “الضغط الأقصى” التي تنتهجها الإدارة الأمريكية من شأنه أن يعقّد الأوضاع أكثر.
وأكد أن أي صراع عسكري جديد في المنطقة لن يكون فقط كارثياً من الناحية الإنسانية، بل سيكون مكلفاً اقتصادياً بصورة غير مسبوقة، وقد يفوق بكلفته ما أنفقته الولايات المتحدة في حروبها السابقة.
وفيما يتعلّق بالاتفاق النووي، أكد عراقجي أن إيران ملتزمة التزاماً صارماً بعدم حيازة السلاح النووي، مشيراً إلى أن الاتفاق قد لا يرضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أنه “يحقق الغرض”، مشدداً على أن بلاده لم تخرق التزاماتها حتى بعد مرور 7 سنوات على انسحاب واشنطن منه.
وختم بالقول: “علينا أولاً أن نتفق على استحالة وجود خيار عسكري، وترامب نفسه يعلم هذه الحقيقة”.
ومن المقرر أن تنطلق الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، يوم السبت المقبل، في سلطنة عُمان، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات حول الملف النووي المثير للجدل.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد حذّر طهران من أنها ستكون في “خطر كبير” إذا فشلت المحادثات.
Comments are closed.