كييف (عربي times)
دخلت حرب أوكرانيا مع روسيا عامها الرابع،مرحلة الجنون السياسي والعسكري على حد سواء، فيما أمطرت بين ليلة وضحاها الصواريخ العاصمة كييف، ومبادرات سلام تتحول إلى ألغام دبلوماسية.
وفي تصعيد مفاجئ أمطرت القوات الروسية العاصمة الأوكرانية بوابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدتها المدينة منذ أسابيع..
سبعون صاروخاً و145 مسيّرة هجومية استهدفت ست مناطق أوكرانية وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وفقاً لسلاح الجو الأوكراني، الذي أعلن أيضاً تدمير 112 هدفاً من أصل 215 تم رصدها..
ومن جهتها، روسيا أكدت أنها استهدفت “مصانع إنتاج الوقود الصاروخي والبارود” في كييف في إطار ما وصفته بضربات دقيقة، بينما وصفتها أوكرانيا بأنها حملة قتل جماعي جديدة.
في أعقاب هذا الهجوم الكاسح أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اختصار زيارته إلى جنوب إفريقيا بشكل مفاجئ، مطالباً روسيا بوقف فوري وغير مشروط لهجماتها، ومذكراً بأن كييف وافقت على هدنة مؤقتة اقترحتها واشنطن في وقت تجاهلت فيه موسكو الالتزام وفقاً لمنشوره على “تيلغرام”.
لكن المفاجأة الأبرز جاءت من واشنطن حيث فجّر الرئيس دونالد ترامب مفاجأة من العيار الثقيل، معلناً تأييده لوقف شامل لإطلاق النار في أوكرانيا، كاشفاً عن “مبادرة سلام” أثارت الجدل خاصة بعد تلميحه إلى إمكانية تخلي أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم لصالح روسيا، وهو ما رفضه زيلينسكي بشدة معتبراً أن هذا المقترح يمس بسيادة أوكرانيا ويتناقض مع الدستور.
في المقابل عبّر الرئيس الأمريكي عن استيائه من تصريحات زيلينسكي وهاجمه عبر منصة “تروث سوشيال”، واصفاً موقفه بـ”التحريضي” والمعرقل لأي فرصة للتفاهم مع موسكو.
وفي ظل هذا التشابك السياسي والعسكري عُقد اجتماع طارئ في لندن بحضور مسؤولين غربيين سعياً لفهم تفاصيل الخطة الأميركية، وسط ضغوط أوروبية متزايدة وتخوّف من أن تتحول المبادرات السياسية إلى صفقات قسرية على حساب كييف.
Comments are closed.