لندن (عربي times)
في مفاجأة علمية قد تغيّر نظرتنا لأصل آلام الأسنان، توصّل فريق من الباحثين في جامعة شيكاغو إلى أن السبب يعود إلى سمكة مدرعة تعود إلى ما قبل 465 مليون عام، وتحديداً إلى العصر الأردوفيشي.
الدراسة الجديدة سلّطت الضوء على بنى حساسة في هذه الكائنات البدائية تُشبه من حيث التركيب نسيج العاج، المسؤول عن إشارات الألم التي نشعر بها عند تناول طعام بارد أو قاسٍ.
“العاج” الذي يقع تحت مينا الأسنان ويتميّز بليونته النسبية، لطالما كان محور نقاش علمي حول أصله وتطوّره. وتقول الدكتورة يارا حريدي، مديرة الدراسة، إن الفريق استخدم تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد لمسح حفريات هذه الأسماك، واكتشف أن تلك البروزات في أجسامها لم تكن دفاعية فحسب، بل كانت حساسة وتُستخدم لاستشعار البيئة، بما في ذلك درجات الحرارة أو ضغط الأجسام المجاورة.
وتُظهر نتائج الدراسة أيضاً أن ما كان يُعتقد أنه “أسنان” في بعض حفريات العصر الكامبري (بين 485 و540 مليون سنة)، يشبه في تركيبه عناصر من دروع اللافقاريات القديمة، وكذلك أعضاء حسّية في قواقع مفصليات الأرجل الحديثة مثل السرطانات والروبيان.
ما يثير الدهشة أن هذه البنى الحسية تطوّرت بشكل مستقل في كل من الفقاريات واللافقاريات، ما يشير إلى أن الحاجة إلى التفاعل مع البيئة دفعت الأنواع المختلفة لتطوير أنظمة مشابهة رغم اختلاف تطورها البيولوجي.
بهذا الاكتشاف، لا تعود جذور آلام الأسنان فقط إلى البشر أو الثدييات، بل إلى أحد أقدم الأسلاف في أعماق التاريخ الجيولوجي، ما يفتح الباب أمام فهم أوسع لتطور النسيج السني ووظائفه عبر العصور.
Comments are closed.