مدريد (عربي times ) –
كانت اسبانيا ذات يوم قاب قوسين او أدنى من الزوال,بل ان العالم كله كان عرضة لخطر كبير ومأساة خطيرة عندما حدثت تلك الكارثة فى 17 يناير من العام 1966.
في هذا اليوم بالذات كادت فيه أسبانيا أن تختفي من الوجود.
وتعود تفاصيل القضة انه واثناء الحرب الباردة عندما كان العالم فى انتظار حرب نووية بين الغرب والاتحاد السوفيتى,كانت واشنطن تضع سلاحها الجوي على أهبة الاستعداد لمواجهة نووية مع موسكو في عملية اطلق عليها اسم”قبة الكروم”,هذه العملية عبارة عن تحميل عدد من القاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى بالقنابل النووية,والقيام بطلعات دورية بحيث تكون القاذفات مستعدة لتغيير مسارها في اي وقت للتوجه الى الاتحاد السوفييتي وضرب اهداف محددة توفيرا للوقت.
كانت بداية تلك الكارثة,عندما أقلعت احدى القاذفات الأمريكية من طراز”B 52″ يوم 17 يناير 1966 من قاعدة سيمور جونسون الأمريكي وكان على متن القاذفة 4 قنابل نووية حرارية فئة “B28RI”,وكان مقررا لتلك القاذفة ان تتزود بالوقود مرتين اثناء الطيران فوق اسبانيا.
تم تزويد الطائرة بالوقود فى الجو بنجاح بالمرة الأولى,لكن في المرة الثانية اصطدمت طائرة الوقود “KC-135A” بجناح القاذفة على ارتفاع 9500 متر فوق البلدة الاسبانية “بالوماريس” الواقعة جنوب شرق سواحل اسبانيا في منطقة “كويفاس ديل ألمانزورا”.
بعد الاصطدام انفجرت قاذفة القنابل وتناثرت في الهواء وتناثر حطامها على مسافة 39 كيلو متر على الأرض بعد انفجار هائل رافقه دخان ارجوانى مسود وحريق استمر خمس ساعات,وفي تلك الحادثة قتل افراد طائرة الوقود وثلاثة من افراد طاقم القاذفة بينما تمكن 4 اخرون من القفز بالمظلات.
ولحسن الحظ تمكن طاقم قاذفة القنابل من تشغيل اسقاط الطوارئ الآمن للقنابل النووية قبل انفجار الطائرة,لكن قنبلة واحدة فقط هي التي فتحت مظلتها وهبطت بسلام قرب الساحل في مصب نهر المانزورا,بينما سقطت قنبلة اخرى في البحر المتوسط واستمر البحث عنها 3 اشهر,اما القنبلتان الأخريان فكادوا ان يتسببوا في دمار شامل حيث سقطتا بسرعة اعلى من 300 كيلو متر في الساعة قرب بلدة بالوماريس.
وبعد سقوطهما انفجرت شحنة من مادة TNT في القنبلتين بسبب اصطدامهما الشديد بالأرض,لكن لحسن الحظ لم يتسبب ذلك في انفجار الشحنات المتقابلة الى تشغل صاعق الانفجار النووي,لكن حدث تسرب اشعاعي للبلوتونيون غطى مساحة كبيرة,في حين عثر على القنبلة التي سقطت في مصب النهر بعد شهر ونصف من البحث في مساحة امتدت الى 70 كيلو متر مربع.
لكن البحث استمر 3 اشهر عن القتبلة التي سقطت في البحر المتوسط وبعد انفاق 84 مليون دولار على عملية البحث والتعاون مع صيادين محليين كانو شهود على الحادث تم العثور على القنبلة على عمق 777 متر.
ويؤكد الخبراء ان هذا اليوم “يوم كادت فيه أسبانيا أن تختفي من الوجود” بالفعل ففي تلك الفترة وفي حال اشتعل صاعق الانفجار النووي في القنبلة لكانت السواحل الاسبانية الآن عبارة عن خراب ممتد خالي من الحياة وملوث بالاشعاع,لأن تلك القنبلة كانت اقوى من قنبلة هيروشيما بألف مرة.
Comments are closed.