واشنطن (عربي times)
اعتبرت مجلة ”ناشيونال انترست“ الأمريكية، أن سحب الولايات المتحدة لقواتها من أفغانستان وتخليها عن نظامها الحليف هناك ”سيؤدي إلى تحول كبير في تحالفاتها“.
وتوقعت المجلة في تقرير نشرته أمس الأحد، أن ”تدفع أحداث أفغانستان كوريا الجنوبية، إلى بذل المزيد من الجهد لتحقيق قدر أكبر من الاعتماد على الذات من خلال نشر الأسلحة والقوات المدربة التي تعزز الردع“.
واعتبرت أن ما حدث في أفغانستان ”سيؤدي إلى تسريع تحول التحالفات“. مضيفة أن تلك التطورات ستجعل كوريا الجنوبية أقرب إلى تحقيق الهدف ”لتولي السيطرة العملياتية بنفسها في زمن الحرب“.
وأشارت إلى أنه ”من الضروري أن تكون عملية تعزيز قوات كوريا الجنوبية مصحوبة بتخطيط أوثق مع الولايات المتحدة“.
وأضافت المجلة: ”أن تحول التحالف يعني دفع دور كوريا الجنوبية لتعزيز الجهود في توفير السلام والأمن الإقليميين إلى جانب الدول ذات التفكير المماثل“.
ولفتت إلى أن الجانب الثاني من تأثير سقوط كابول في أيدي طالبان يعزز فكرة أن شمال شرق آسيا ستظل ”قمرة القيادة للقدرات العسكرية المتطورة“.
سباق تسلح
ونوّهت المجلة، إلى أن ”الصين تجري منذ فترة سباق تسلح وحدها عاقدة العزم على تجاوز أمريكا كقوة عسكرية رائدة في العالم“.
وأوضحت أن ”بكين تعمل أيضا على توسيع ترسانتها النووية القادرة على ضرب الأراضي الأمريكية وتوجيه ضربات عالية الدقة على جميع القواعد المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال شرق آسيا وخارجها“.
ورأت ”ناشيونال انترست“، أن ”حفاظ موسكو على وضعها كقوة رئيسية، يرجع أساسًا إلى استثمار الرئيس فلاديمير بوتين في الأسلحة الاستراتيجية واستعداده لمشاركة القوات الروسية كشريك صغير إلى جانب الجيش الصيني في الوقت الذي تواصل فيه كوريا الشمالية العمل سرا لتوسيع وتحديث أسلحتها النووية بما فيها الصواريخ الاستراتيجية“.
وتابعت أن ”الحلفاء الآخرين نشطوا أيضا منذ فترة في سباق الصواريخ الفعلي الذي تركز على القوى في شمال شرق آسيا، في حين تواصل الولايات المتحدة تحسين قدرتها على نشر أسلحة الضربات الدقيقة المتفرقة والمرنة بعيدة المدى“.
وأوضحت المجلة، أن ”الحلفاء الإقليميين الأكثر قدرة يحذون حذو أمريكا، إذ شرعت أستراليا في برنامج صاروخي كبير، وتريد اليابان إضافة المزيد من القدرة الهجومية لتعزيز الردع“.
وأشارت إلى أنه ”في وقت سابق من هذا العام، أنهت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، المبادئ التوجيهية التي تقيد قدرة ومدى الصواريخ في كوريا الجنوبية، فيما وافقت أخيرا على بيع الآلاف من مجموعات توجيه الهجوم المباشر المشترك وتحويل قنابل الجاذبية إلى أسلحة موجهة بدقة في جميع الأحوال الجوية“.
ورجّحت المجلة أن ”يعزز تأثير الوضع في أفغانستان الاتجاهات التي تقود سباق الصواريخ ومنافسة التسلح، إذ تبدو كوريا الشمالية مصممة على قدر أكبر من الاعتماد على الذات بمساعدة أسلحة أكثر تقدمًا وتدميرا“.
وأضافت أن ”الرئيس الصيني يرى فرصة جديدة للضغط على القوات الأمريكية في شرق آسيا، لذلك من المؤكد أن علامته التجارية القومية الحازمة ستشمل المزيد من التحديث والعمليات العسكرية“.
وبحسب ”ناشيونال انترست“، فإنه ”مع استمرار التأثير الأفغاني في السنوات القادمة، يمكن استخلاص الكثير من الأمور الجيدة“.
وأوضحت أنه ”يمكن أن يكون اعتماد كوريا الجنوبية الأكبر على الذات مفيدًا لمواطنيها وللتحالف مع أمريكا، فيما يمكن أن ترى بيونغ يانغ في نهاية المطاف أن اعتمادها المتزايد على الصين سيكون ثمنا باهظا لها بسبب رفضها محادثات الحد من الأسلحة“.
وختمت المجلة تقريرها بالقول: ”قد ينتهي الأمر بالولايات المتحدة في نهاية المطاف بمزيد من المصداقية والقدرة على إدارة التحديات المعقدة على مستوى العالم، مع زيادة التركيز على شمال شرق آسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ الأوسع“.
Comments are closed.