واشنطن (عربي times)
سلطت أكاديمية أمريكية متخصصة في اقتصاديات النقل بجامعة جورج واشنطن، الضوء على ما اعتبرته عدم نجاعة للسيارات الكهربائية في مواجهة الكوارث الطبيعية، لا سيما الأعاصير، مطالبة بضرورة أن ”تراجع الحكومات الاتحادية والفيدرالية خططها للاعتماد بشكل كامل على السيارات الكهربائية“.
وفي مقال نشرته مجلة فوربس، قالت ”ديانا فورشتجوت-روث“، والتي عملت أيضا، نائبة لمساعد وزير النقل لشؤون البحث والتكنولوجيا، إن ”إحدى العائلات التي عاشت في مدينة نيو أورلينز، بولاية لويزيانا، التي ضرب سواحلها إعصار (إيدا) أخيرا، لم تستطع الخروج من المدينة والالتحاق بأقاربهم عبر سيارتهم الكهربائية“.
وذكرت أن ”العائلة التي تمتلك السيارة الكهربائية (Chevrolet Bolt)، والتي تصنعها شركة جنرال موتورز الأمريكية، تخلت عن فكرة الخروج من المدينة بواسطة تلك السيارة، لأنهم لن يكونوا قادرين على إعادة شحنها على الطريق؛ بعدما تسبب الإعصار في انقطاع التيار الكهربي عن أكثر من مليون منزل في الولاية“.
وتساءلت الأكاديمية الأمريكية قائلة، إنه ”إذا كان الوضع على هذا النحو في 2021، فكيف ستكون الحال عندما تكون كل السيارات على الطرق كهربائية في غضون سنوات معدودة“.
وأوضحت أنه ”حتى أمس الأحد، أي بعد أسبوع تقريبا من إعصار إيدا لا يزال هناك 640 ألف عميل، أو أكثر من ربع الأسر في لويزيانا، دون كهرباء وغير قادرين على إعادة شحن أي سيارات كهربائية قد يمتلكونها“.
وأشارت إلى أن ”الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات لديهما هدفان متناقضان، الأول هو زيادة حصة الكهرباء التي يتم إنتاجها باستخدام مصادر الطاقة المتجددة والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري“.
وعقبت أنه ”وفقا للتكنولوجيا المتاحة حاليا فإن هذا الهدف سيجعل الكهرباء أكثر تكلفة وأقل موثوقية، أما الهدف الثاني، فيتمثل في فرض مزيد من استخدام الكهرباء، من خلال اشتراط تشغيل المركبات الجديدة بالكهرباء بدلا من البنزين“.
وأوضحت أن ”الجمع بين هذين الهدفين يجعل النقل أقل مقاومة للأعاصير والكوارث الطبيعية الأخرى، لا سيما وأن الكوارث الطبيعية وانقطاع التيار الكهربائي من الأمور المألوفة الحدوث في بعض الولايات الأمريكية“.
ونوهت إلى أن ”إدارة معلومات الطاقة بوزارة الطاقة تتعقب عشرات حالات انقطاع الكهرباء كل عام. بعضها يكون بسبب أحداث صغيرة تؤثر على أعداد قليلة من العملاء لبضع دقائق. بينما تؤثر عوامل أخرى، مثل: إعصار إيدا، على ملايين العملاء لأيام متتالية“.
وفي آب/أغسطس، حدد أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هدفا فيدراليا بجعل نصف المركبات المباعة في الولايات المتحدة تعمل بالكهرباء بحلول عام 2030.
وهدف، بايدن، هو أن يكون نصف السيارات التي تباع في الولايات المتحدة بحلول 2030 معدوم الانبعاثات، ما يشمل السيارات الكهربائية والسيارات الهجينة (هايبريد) التي تعمل بالبطاريات الكهربائية أو الهيدروجين، وفق وثيقة كشفها البيت الأبيض“.
وذكرت الأكاديمية الأمريكية أن ”السيارات الجديدة ستكون ميزة لصناعة توليد الكهرباء التي يمكن أن تلبي الطلب بكل التقنيات المتاحة، لكنها ستكون بمثابة كابوس لصناعة يُطلب منها تلبية الطلب على الكهرباء من خلال مصادر الطاقة المتجددة التي تنخفض أثناء الأعاصير وبقليل من الطاقة المعتمدة على الكربون“.
وأضافت أنه ”يمكن لأسطول النقل الأمريكي أن يعمل بشكل جيد مع اختيار المستهلك لمصادر الطاقة بدلا من أهداف حكومية مصطنعة، مطالبة بعدم إجبار جميع المستهلكين على فعل شيء من شأنه أن يفرض تكاليف باهظة على الاقتصاد“.
وأشارت إلى أن ”أزمة المناخ هي السبب المعلن من قبل الإدارة الامريكية للانتقال إلى السيارات الكهربائية لأنها تحتوي على انبعاثات أقل، وأنظف على الطريق“.
وعقبت ”لكن إذا كانت أزمة المناخ ستجلب المزيد من الأحداث المتعلقة بالطقس، والتي تسهم في انقطاع التيار الكهربائي، فإن الأوامر التنفيذية باستخدام السيارات الكهربائية ليست هي السبيل للمضي قدما“.
Comments are closed.