كيف ستؤثر الحرب على صادرات القمح الأوكراني؟

لندن (عربي times)

يعتمد عدد كبير من دول العالم وخاصة الدول العربية على القمح الأوكراني، وتعتبر هذه الحرب بمثابة أزمة اقتصادية جديدة تضرب أسواق العالم، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار القمح والسلع الغذائية والأعلاف عالميا.

ووفقا لبيانات صادرة من وزارة الزراعة الأوكرانية، فإن أوكرانيا صدّرت 17.8 مليون طن من القمح منذ حزيران/ يونيو 2021، وحتى 21 شباط/ فبراير الماضي، وصدّرت 16.6 مليون طن من القمح خلال السنة التسويقية المجمّعة 2020- 2021 ، بنسبة زيادة بلغت 34% مقارنة بعام التسوق 2019 – 2020.

ويرى محللون أن الكثير من الدول العربية تجد نفسها أمام تحد خطير يتمثل في الأثر الذي قد يتركه تصاعد حدة الصراع في أوكرانيا على إمدادات المنطقة من المواد الزراعية، وبخاصة القمح، وعلى أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم.

وتحتل روسيا وأوكرانيا مركزا هاما في سوق المواد الزراعية في العالم، وتمثل صادراتهما من القمح 23 في المئة من السوق العالمية.

ويضيف المحللون أنه سيكون للتصعيد في أوكرانيا ”عواقب وخيمة للغاية على الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا“، والتي استحوذت على 40 في المئة من صادرات أوكرانيا من الذرة والقمح العام 2021.

وهناك بدائل لأوكرانيا وروسيا، مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، ولكنها بدائل باهظة الثمن، فحتى في حال توفر المال اللازم لاستيراد القمح من هذه الدول بكلفة أعلى، ”لا تزال هناك مشكلة فيما يتعلق بامتلاك البنية التحتية المناسبة والإعداد لجلب هذه الإمدادات“؛ إذ تعتمد معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على البحر الأسود كطريقة لدخول السلع الزراعية، وهو ما يعني أنه سيتعين على هذه البلدان استيراد هذه السلع عبر طرق بديلة.

تأثير القمح على زيادة الأسعار

وقال الخبير الاقتصادي، أشرف غراب، لـ“إرم نيوز“: ”إن القمح الأوكراني له تأثير كبير على اقتصاديات العالم؛ حيث ستؤثر الحرب على ارتفاع أسعار الحبوب عالميا، وخاصة القمح الذي سوف يرتفع سعره في الدول التي تصدر لها أوكرانيا القمح“، على حد قوله.

وأضاف: ”إن أوكرانيا مصدر رئيسي للقمح والذرة والشعير في العالم“، مشيرا إلى أن قلة الواردات من الذرة الصفراء سوف يساهم في زيادة أسعار الأعلاف في جميع دول العالم، ويقابلها ارتفاع في أسعار اللحوم“.

وأوضح أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية يضغط على الموازنة المالية في كل دولة على حدة؛ نظرا لتحملها تكاليف الزيادة في أسعار السلع والمنتجات الغذائية.

ولفت الخبير الاقتصادي، سمير رؤوف، ، إلى أن الدول التى تستورد القمح الأوكراني سيتوجب عليها البحث عن دول بديلة أخرى قد تكون قريبة منها أو بعيدة؛ الأمر الذي يساهم في إرتفاع تكاليف الشحن.

القمح الأمريكي

وبين أن الدول العربية والغربية التى تعتمد على استيراد القمح من أوكرانيا، ستقوم بالبحث عن دول بديلة لاستيراد القمح، وقد تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي الأقرب بالنسبة لمصر وعدد من الدول في المنطقة العربية.

وفي حالة الاعتماد على أمريكا في استيراد القمح، قال رؤوف: ”سنشهد ارتفاعا في أسعاره؛ نظرا لبعد المسافة بين أمريكا ودول المنطقة، حيث كان البحر الأسود يمثل أهمية كبيرة في عملية إستيراد القمح“.

ونوّه إلى أن استمرار الحرب لفترة طويلة سيعمل على إعادة رسم خريطة توزيع القمح على مستوى العالم، مع تغير حصص وحجم صادرات كل دولة مستوردة للقمح على حدة.

وقال رؤوف: ”في حالة استيراد مصر القمح من أمريكا لن تحصل على نفس الكمية، مقارنة بحصتها من أوكرانيا، حيث أن أمريكا لديها دول مجاورة تعتمد عليها في استيراد القمح“.

يشار إلى أن أوكرانيا صدّرت القمح بقيمة 3.1 ملايين دولار في العام 2019، حيث استحوذت مصر على 22.2%.

ويستورد لبنان 50% من احتياجاته من القمح من أوكرانيا، وكذلك ليبيا بواقع 43%، واليمن 22%، والمغرب 32%.

Comments are closed.