كابول (عربي times)
أثار إعلان حركة طالبان في أفغانستان، اليوم، حظر زراعة “خشخاش الأفيون” في البلاد، جدلًا واسعًا حول مصداقية القرار في ظل اعتماد الحركة عليه كأحد المصادر الرئيسية للتمويل.
وارتبط اسم أفغانستان على مر العقود بزراعة الخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون، إذ إن هذا البلد الذي مزقته الحروب يعد أكبر منتجي هذا المخدر الخام الذي يستخدم بشكل أساسي في إنتاج العقاقير القوية المسكّنة للألم، فضلًا عن أنه يدخل في صناعة مخدر الهيروين.
وتشير أرقام صادرة عن منظمة الأمم المتحدة، إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بنبات إنتاج المخدرات في أفغانستان وصلت إلى 224 ألف هكتار في سنة 2020، وهذا يعني أنها زادت بنسبة 37 في المائة مقارنة بسنة 2019.
وأنتجت أفغانستان ما يقدّر بنحو 85٪ من الأفيون في العالم في عام 2020، وفقًا لأحدث أرقام الأمم المتحدة، وفي عام 2018، قدرت الأمم المتحدة أن اقتصاد الأفيون يمثل ما يصل إلى 11٪ من الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان.
وحاولت الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي الحدّ من زراعة الخشخاش خلال عقدين في أفغانستان من خلال الدفع للمزارعين لزراعة محاصيل بديلة مثل القمح أو الزعفران، لكن خبراء يقولون إن طالبان أحبطت محاولاتهم وسيطرت على مناطق زراعة الخشخاش الرئيسية وجنت مئات الملايين من الدولارات من هذه التجارة.
وعودٌ غير قابلةٍ للتنفيذ
وتعقيبًا على ذلك، قال كبير مستشاري السياسة الخارجية وأمن الطاقة في مركز “تحليلات دول الخليج” (مقره واشنطن)، آميد شكري، إنه بين عامي 2015 و2020، تمت زراعة نحو 83٪ من جميع الأفيون المنتج في العالم في أفغانستان، وهذا يعني أن احتكار إنتاج الأفيون في العالم بيد أفغانستان والآن بيد طالبان.
وأضاف شكري: “بعد استيلائها على السلطة عملت طالبان على إظهار أنها تغيرت مقارنة بالماضي. في الأيام التي تلت سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، قدم المتحدثون باسم الحركة مجموعة متنوعة من الوعود، مشيرين إلى أنه إذا لم تغير نفسها، فهناك على الأقل “وعد بالتغيير” لكن أقل ما يمكن قوله هو أن سجل وعود طالبان ليس جيدًا جدًّا.
Comments are closed.