موعد مع رجم العهر السياسي

لو حاولنا بكل حيادية أن نشخص السلوك السياسي العراقي في هذه اللحظة التاريخية التي يمر بها البلد ليس صراعا ولاتفاوضا ولا حلولاً سلمية او نوايا صادقة وليس هدفه السلام ونبذ العنف وحقن الدماء وتلبية مطالب الشعب بل بما جاءوا به من مؤامرات الغرف المظلمه ، لصدمنا بنسبة الاحصاء ؟!ولن نجد في قواميس الشتم أفضل من كلمة «عهر » سياسي وهذا الشتم سمعه المواطن من السياسيين انفسهم ؟! فهم من اطلقها على انفسهم وهي تليق جداً بهم .

وربما نتساءل من قال لنا، ولكم، إنّ العاهرة أسقطَ إنسانٍ في المجتمع؟! أليس العهر السياسي كارثياً على المجتمع نفسه ، وعلى الوطن وشعبه، وعلى تاريخه ومستقبل أجياله؟ العاهرة التي تقتات من جسدها، أعفّ من ملوّث اليدين، وأشرف من حفنة سياسيّين يقتلون الشعب، ويبيعون الوطن، ويتاجرون بعملته، ويستبيحون كرامة شعبه، ويدمّرون حياته، ويفسدون الوجود والاستقرار.

يتحدثون عن الشرف والعزة والعفة والكرامة، وحقوق طوائف!، وهم يوصناع التفكك  والفتن والمحن : وهم شرذمة الوطن، وهم في صناعة الفقر أرباب الرذيلة والعهر، وفي المقابل لا يتحدثون عن الفقر العرمرم، وتجار السوق السوداء، والبطالة وقل ماشئت من صناعتهم بامتياز، ليس لهم مبدأ، متلونون حيث تكون المصلحة، لا يردعهم دين ولا اخلاق ؟! سحققون غاياتهم حتى لو سقط الشعب كله ؟!، وفي سبيل اهدافهم يفعلون كل الموبقات واكثر، تجدهم في وادي الشياطين عميدهم ابليس الذي يحركهم كيفما يشاء، وفي محارب الذكر والارشاد تراهم خطباء جهوريين ،ومحدثين بارعون في سوق الوطنية!؟.

يبيعون والديهم ليكسبوا موقفا، بل البعض يتقرب بمال الشعب ،لارضاء دول الجوار،باعتبار ان الضرورات تبيح المحظورات،والعهدة على الراوي،

أما ساسة الفضائيات ،فلم يخالفوا التوقعات ،عملية استنساخ أنظمة وإستنساخ خصوم ، مع تبديل للمقاعد السياسية فقط ، من اجل ركوب الموجةـ وغالبيتهم ساسة الياقات البيضاء والصدفة والهرولة خلف المناصب والمكاسب، ساسة الوراثة، التي لايميزون فيها الحلال من الحرام ، و بعضهم قضى أكثر من نصف عمره يخاف دخول الحمام بالقدم اليسرى ؟؟ قبل اليمنى كي لايأثم

 سياسيونا همهم قضاء السنوات الأربع في صراعات ومناكفات ثم يسرعوا للإتفاق من أجل الحفاظ على ما هم فيه وإبقاء الناس على ما هم عليه ، في وقتنا الحالي كل من يفكر بعرشه، وبضرورة أن ينتصر هو وحده بالساحة ، أو فرض سياسة الامر الواقع وعلى الشعب أن يتعايش مع الالم ! في  ظل فقدان البدائل ،وغياب الحلول ،ووضع حلول عاجلة للنهوض من الكبوة التي امتدت لعقدين والوهم بصراع على خدمة الشعب قبل المصالح ؟! اذا تبقى العاهره عاهرة ولكن العهر الموضعي الفردي أهون بكثير من العهر المسؤول والسرطاني،غير القابل للتوبة .

محمد مجيد مختاض

كاتب واعلامي

العراق

Comments are closed.