لندن (عربي times)
قُتل عشرات من الجنود الأرمن، اليوم الثلاثاء، في أكثر المعارك دموية بين أذربيجان وأرمينيا منذ حرب العام 2020.
ما الذي تتقاتل من أجله أرمينيا وأذربيجان؟
أرمينيا وأذربيجان، وهما دولتان سوفيتيتان سابقتان في جنوب القوقاز، تتقاتلان منذ عقود من أجل ناغورنو كاراباخ، وهي منطقة جبلية معترف بها دوليًا كجزء من أذربيجان، ولكن حتى العام 2020، كانت مأهولة بالسكان وتسيطر عليها بالكامل أرمينيا.
في حرب استمرت 6 أسابيع في ذلك العام، فازت أذربيجان بمكاسب إقليمية كبيرة في ناغورنو كاراباخ وما حولها، وانتهى القتال بهدنة توسطت فيها روسيا، لكن المناوشات اندلعت بشكل دوري منذ ذلك الحين على الرغم من وجود قوات حفظ السلام الروسية.
وفي أحدث تصعيد، قالت يريفان إن عدة بلدات أرمينية تعرضت للهجوم خلال الليل، وقالت أذربيجان إنها كانت ترد على الاستفزازات الأرمينية.
لماذا اندلعت المعركة الآن؟
التوقيت مهم، لأن روسيا كانت، في الماضي الوسيط، الأكثر تأثيرًا بين أرمينيا وأذربيجان.
على الرغم من أن الكرملين قال، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس فلاديمير بوتين يبذل قصارى جهده للحد من إراقة الدماء جنوب القوقاز، فإن الحرب في أوكرانيا قوَّضت مكانة موسكو كضامن للسلام في المنطقة، وربما شجع ذلك أذربيجان على التحرك لتحقيق مزيد من المكاسب.
وقال لورانس برويرز من مؤسسة تشاتام هاوس البحثية لوكالة رويترز: ”أعتقد أن هناك شعورًا في أذربيجان بأن الوقت قد حان الآن لاستغلال قوتها، ومزاياها العسكرية، وانتزاع أقصى ما يمكن أن تحصل عليه“.
”ذريعة“
اندلعت المواجهة الحالية عندما فتحت القوات الأذربيجانية النيران بشنها قصفًا مدفعيًا وهجمات بطائرات دون طيار في أجزاء كثيرة من الأراضي الأرمنية، وفقًا لوزارة الدفاع الأرمينية، ما أدى إلى مصرع ما لا يقل عن 49 جنديًا أرمينيًا.
ودافعت أذربيجان عن موقفها مؤكدة أن قواتها قامت بالرد على ”استفزازات واسعة النطاق“ من قبل الجيش الأرميني ، معتبرة أن القوات الأرمينية زرعت ألغامًا، وأطلقت النار بشكل متكرر على مواقع عسكرية أذربيجانية، مما أدى إلى وقوع إصابات غير محددة، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية العسكرية.
وتختلف أذربيجان وأرمينيا أيضًا بشكل قاطع حول الشكل الذي يجب أن يكون عليه اتفاق سلام شامل، حيث تريد باكو حلًا لإقليم ناغورنو كاراباخ ككيان سياسي ومنع يريفان من لعب دور هناك، بينما تعهدت السلطات الأرمينية بضمان حقوق الأرمن المحليين.
ما المخاطر؟
يخاطر الصراع الكامل بين أرمينيا وأذربيجان بجر القوى الإقليمية الكبرى، روسيا وتركيا، وزعزعة استقرار جنوب القوقاز، وهو ممر مهم لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز، في وقت تعطل فيه حرب أوكرانيا بالفعل إمدادات الطاقة.
ولدى موسكو تحالف دفاعي مع أرمينيا، وتدير قاعدة عسكرية هناك، بينما تدعم أنقرة الأذر من أصل تركي في أذربيجان سياسيًا وعسكريًا.
وقد تؤدي الحرب بين أرمينيا وأذربيجان إلى الحاجة للمزيد من قوات حفظ السلام، في وقت لا تستطيع فيه موسكو تحمّل تكاليف ذلك.
وقال برويرز: ”أعتقد أن الخطر يكمن في إنشاء نوع من المناطق العازلة الجديدة، ومناطق أمنية، ونوع من التشرذم على الأقل في الجزء الجنوبي من أرمينيا، وعجز بين الجهات الفاعلة الخارجية لمنع حدوث ذلك“.
Comments are closed.