العراق “يتقدم” بمؤشر مخاطر الرشوة العالمي

لندن (عربي times)

وضعت المنظمة العالمية لمناهضة الفساد(TRACE) قد وضعت العراق في المرتبة (163) من بين (194)دولة في العالم وجعلته على رأس قائمة الدول العربية الأكثر فسادًا’ فإنها بذلك لا تضيف إلا التأكيد على حقيقة تعايش معها أهل العراق منذ نحو عشرين عامًا في ظل سلطات جاءت في أثر الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 .

وحاولت وماتزال لجعل الفساد ثقافة يتعاطى معها المجتمع العراقي دون تذمر أو رفض’في الوقت الذي يدرك فيه شعب العراق أن هذا الفساد المستشري الذي تعد الرشوة أحد أذرعه’ هو من أحال بلدهم إلى ركام وحرمهم من التعليم الجيد والرعاية الصحية و أجبرهم على العيش بعشوائية وفوضى وبغياب شبه كامل للخدمات الضرورية كالماء الصالح للشرب والكهرباء والنظافة وتوفر فرص العمل ‘ الأمر الذي أدى إلى توسع مساحة الفقر حتى بات أكثر من عشرة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر وزيادة أعداد العاطلين عن العمل حتى بلغ عددهم وفقًا لرئيس اتحاد نقابات العمل في العراق نحو (15)مليون عاطل عن العمل ‘وهي نتيجة طبيعية لغياب الصناعة والزراعة وأية فرص للعمل واعتماد العراق على استيراد كل ما يحتاجه وتحول العراقيون إلى مجرد مستهلكين لما ينتجه الغير.
إصدار منظمة (TRACE) يوم العشرين من شهر تشرين الثاني الحالي جدولها لعام 2022 الذي جاء تحت عنوان مؤشر مخاطر الرشوة السنوي’ يشبه تمامًا التأكيد على حقيقة ما أوردته ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق(جنين بلاسخارت)في آخر إحاطة لها في مجلس الأمن الدولي عن حال العراق حين قالت إن الفساد المستشري في العراق بات السمة الأساسية للحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 ‘وإن العراقيين فقدوا الثقة بأحزاب السلطة والعملية السياسية المتحكمة بشؤونهم وحياتهم وثروات وطنهم.. فهل ينفع القول بعد ذلك إن هناك أملًا بإصلاح الحال في ظل حكومات تتولى السلطة بعملية تدوير يحاولون فيها خداع الناس وشراء وقت إضافي لاستمرار الفساد وإضعاف العراق وسلبه فرص نهوضه وحياة شعبه؟.

Comments are closed.