واشنطن ولعبة تدمير المنطقة

أياً تكن نتائج اللقاء السابع عشر هذا العام، بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، فإن شيئاً ما قد قيل في هذا الاجتماع من الجانب الروسي فيه من التحذير أكثر ما فيه من طلب التوافق لحل المشكلات الدولية،

وخاصة في أوكرانيا وسورية لوقف الإرهاب المنظم الذي تقوده واشنطن التي جعلت من العالم لعبة مسلية لها، فهي لا تتردد في إشعال الحرائق في العالم وتوزع شرها هنا وهناك طالما أن لديها تابعين بمرتبة مسؤولين في دول مثل فرنسا وبريطانيا الاستعماريتين اللتين تفعلان ما يطلب إليهما دون سؤال، حتى ولو على حساب مصالح شعوبهم، ناهيك عن وجود أتباع يملكون فائضاً من المال يكفي لشراء العالم مرات عدة أو لحرق العالم وتدميره أكثر من مرة، حيث تستثمره واشنطن في الإرهاب لمصلحتها ومصلحة الشريك الأهم في لعبة حرق العالم الكيان الصهيوني المحتل.‏

وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العظمى والتي يقع على عاتقها جزء كبير من استقرار العالم تفعل ذلك… فلا غرابة إذاً مما يفعله شركاؤها الصغار وأدواتها في المنطقة.‏

فها هي تركيا تتمرد على قرارات أسيادها وتطالب بحصتها من تدمير سورية، وتلك مملكة الشر والوهابية لديها الرغبة في تدمير سورية علناً، وكذلك تفعل فرنسا وبريطانيا الاستعماريتان، ومنظمات إرهابية تعمل تحت إمرة تلك الدول وتنفذ ما يطلب إليها في زيادة سعير النار والإرهاب في المنطقة كلها.‏

الاستخفاف والسطحية التي تتعامل معها الولايات المتحدة الأمريكية فيما تقول إنه الحرب على الإرهاب وعنوانه الحالي الحلف للحرب على داعش والذي شكلته واشنطن من عدد كبير من دول العالم التي لديها الإمكانات العسكرية الكبيرة لم يؤت بشيء ملموس ذي نتائج حتى الآن وهو لن يؤتي شيئاً بالتأكيد، حيث إن الضربات الجوية التي يقوم بها الحلف المزعوم لم تُخِف تنظيم داعش ولم تثنه عن استمراره في الإرهاب.‏

والسؤال هنا: هل هناك تنظيم إرهابي مهما بلغت درجة غبائه يمكن أن يقاتل على الأرض فيما طيران واشنطن وحلفاؤها فوق رأسه ويستمر دون خوف!! هناك شك إلا إذا كان هناك اتفاق ما.‏

فمن الواضح أن واشنطن وداعش يعلمان جيداً أن لا أحد منهما يعمل ضد الآخر، وبالتالي لا خوف من الطائرات الأمريكية والسعودية وسواها من طائرات الحلف فهي تضرب في أماكن محدودة ومعلومة مسبقاً لتنظيم داعش، وإلا كيف يفسر استمرار داعش في القتال تحت تلك الضربات!!‏

الجنرال الأمريكي المتقاعد جون آلن أعلن قبل أيام أن الولايات المتحدة شرعت في بناء مراكز تدريب للمعارضة السورية «المعتدلة» كما يصورونها في عدد من دول المنطقة.‏

وكان مبعوث واشنطن إلى العراق بريت ماكفورك قد أقر بأن تدريب دفعة أولى مؤلفة من خمسة آلاف عنصر من «المقاتلين المعتدلين» ستبدأ في آذار 2015 وستستغرق عاماً واحداً لمواجهة تنظيم داعش.‏

هي رسالة لداعش أم فرصة متاحة له حددت بخمسة عشر شهراً فقط وعليه أن ينجز مهامه فيها؟‏

أي استخفاف وأي سطحية تلك التي تتعامل فيها واشنطن مع العالم في زعمها الحرب على داعش!!‏

وهل تدريب مرتزقة إرهابية يمكن أن يقضي على تنظيم كتنظيم داعش الإرهابي؟‏

وهل هذه هي الطريقة المثلى للقضاء على الإرهاب بالضربات الجوية وبعض مرتزقة!!‏

روسيا البلد الذي يقارب الحقيقة نظراً لقربه من أرض الواقع وعلاقته الاستراتيجية مع سورية والتي وفرت له المعلومات الصحيحة والحقيقية عن أرض المعركة وما يقوم به الجيش العربي السوري من حرب حقيقية على الإرهاب.‏

حيث أعلنت موسكو أن العبء الأكبر في مكافحة الإرهاب يقع على عاتق سورية في معركتها ضد الإرهاب.‏

وقد أعلنت سورية مراراً عن أن ضرباتها المحكمة للإرهاب ولداعش والنصرة تحديداً تفوق في يوم واحد ما فعلته 1000 طلعة جوية لتحالف واشنطن، فهل يكفي هذا ليعرف العالم أي استخفاف بعقوله تقوم به واشنطن في إعلانها الوهمي عن حربها على الإرهاب.‏

وهل دق لافروف ناقوس الخطر في وجه كيري في روما أم أن الأمر لا زال يحتاج إلى صولات وجولات طالما أن واشنطن تتقن لعبة حرق العالم؟؟‏.

أحمد عرابي بعاج

Comments are closed.