التسريب الصوتي للمستشار عبدالكريم الفيصل الذي تم تداوله مؤخرًا، والذي يظهره وهو يطلب مبلغ مليون دولار من أحد الأشخاص (الذي يُشار إليه باسم “أبو طه”)، أثار جدلاً كبيرًا في الأوساط السياسية والإعلامية العراقية.
في التسريب، يبدو أن الفيصل، الذي شغل منصب مستشارا في العديد من الحكومات السابقة اتهم بأنه يطلب هذا المبلغ لأغراض مرتبطة بصفقة أو تسوية ما، وهو ما أثار تساؤلات حول طبيعة هذه المطالبات وأسبابها علما أن السيد الفيصل لم يؤشر عليه باي عمل من هذا القبيل طوال فترة تواجده بهذا المنصب ؟.
حقيقة التسريب:
المستشار عبدالكريم الفيصل كان بالفعل قد شغل منصب مستشار في العديد من الحكومات العراقية السابقة، ويُذكر أنه عمل مع رؤساء وزارات عديدين باستثناء رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. هذا ما يعزز مكانته كشخصية سياسية محترمة ولها علاقات واسعة في الأوساط الحكومية كافة.
المحتوى الفعلي للتسريب: بحسب ما تم نشره، يُسمع صوت الفيصل وهو يطلب المبلغ المالي المذكور من أحد الأشخاص (الذي يُشار إليه باسم “أبو طه”)، وقد تم تفسير ذلك من قبل بعض وسائل الإعلام على أنه محاولة لاستغلال منصبه أو الحصول على رشوة أو مساعدة مالية، إلا أن صحة هذا التسريب وطبيعته تدلل على أن المستهدف هو دولة رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني من خلال استهداف اهم الشخصيات التي يعتمد عليها علما أن الأمور ما زالت موضع تساؤل كبير ، في ظل تأكيد رسمي من الجهات المعنية بأن التسريب هو حالة إفلاس يمارسها بعض ضعاف النفوس .
توقيت نشر التسريب:
التوقيت السياسي: من حيث التوقيت، يبدو أن نشر التسريب يتزامن مع فترة حساسة سياسيًا في العراق، حيث يواجه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني تحديات عدة، سواء على صعيد الملفات الاقتصادية أو الأمنية أو الداخلية. الحكومة الحالية تمر بمرحلة حرجة في سياق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ويبدو أن هذا التسريب قد يُستغل لتوجيه ضربة إعلامية لها.
الهدف من التسريب: بالنظر إلى الظروف السياسية المتقلبة، يمكن أن يكون الهدف من نشر التسريب هو الإساءة إلى الحكومة الحالية أو إضعاف سمعة أحد الشخصيات المقربة منها.
قد يكون هناك أطراف تسعى لخلق صورة سلبية عن الحكومة أو تشويه سمعة المستشارين الحكوميين الذين يعملون في الدوائر الرسمية.
هل كان الهدف هو الإساءة إلى الحكومة؟
من الممكن أن يكون التسريب قد نُشر في سياق محاولة لتقويض ثقة الرأي العام في الحكومة أو في شخصيات معينة ضمن النظام السياسي القائم. بالنظر إلى أن عبدالكريم الفيصل شغل مناصب مستشارية في حكومات مختلفة، قد يكون التسريب جزءًا من صراع داخلي أو حملة ضد بعض أجنحة الحكومة الحالية، خاصة إذا كان هناك توترات بين مختلف القوى السياسية.
بعض التحليلات تشير إلى أن الهدف ربما يكون محاولات لتوجيه اللوم إلى الحكومة الحالية بسبب فساد إداري أو سوء إدارة، خصوصًا إذا كان التسريب يتعلق بطلب رشى أو تمويلات غير مشروعة، وهو ما قد يثير شكوكًا حول نزاهة الأشخاص المرتبطين بالحكومة.
في غياب التحقيقات الرسمية أو تأكيدات مستقلة حول حقيقة التسريب، يبقى التسريب في إطار التكهنات.
ومع ذلك، التوقيت والشخصية المستهدفة (المستشار عبدالكريم الفيصل) يثيران تساؤلات حول دوافِع هذا التسريب، ويُحتمل أن يكون له علاقة بمحاولة التأثير على الرأي العام ضد الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.
د. عائد الهلالي
العراق
Comments are closed.