يبدو أن الأبواب قد سدت في وجه هيمنة “القوة الامريكية ”في العراق، حتى في موطىء قدم ،بعد الخيبة التي مني بها الجيش الامريكي وذيله “داعش ” في العراق ؟ّ!، فضلاً عن تقويض سلطتهم، والتي لم تعد قادرة، بعد سنوات سمان من دعم التنظيم الارهابي وتهديد الدول .
ها هو “الحشد الشعبي” يعلن وفاة اعتى تنظيم ارهابي في العراق “الابن المدلل لامريكا”والى الابد بعد سنوات من الدعم سواء في العراق او خارجه ،وكان ابطال الحشد بعد تحرير الموصل من براثن التنظيم الارهابي والمناطق الاخرى، أولى البوابات وأهم مكاسب في طردهم والى الابد ، وهم اليوم في آخر حصونهم المتهاوية ثانياً .
ليس مفاجئاً سقوط “داعش” في العراق الآن، ولان الرهان الامريكي بات خاوياً ومفلساً ، سقوطهم من جراء وجودهم شركاء للاحتلال الامريكي في تدمير العراق، وارتبطوا بالفوضى، والاغتيالات والتفجيرات، وعمليات التعطيل المتعمدة لإفشال التجربة الجديدة بعد فتوى “السيد السيستاني” أصبح الحشد الشعبي اعتى قوة يهابه الامريكان قبل داعش الارهابي والذي بات الاقرب من اي وقت مضى الى قلوب الناس ،كل الناس ،الذين ينظرون الى الحشد الملاذ الامن لهم،اذ لايعول الشعب على الامريكان منذ احتلالهم ارض العراق ورهانهم الخاسر باستمرار الفوضى ،لان الامريكان وداعش خارج حسابات الشعب ومن لف لفهما .
ومع أن الشعب، كان واضحاً في دعمه ومساندته “للحشد الشعبي” أنه سيقول كلمته وانه لامجال لمن كانوا سبباً في تدميره في مجالات الحياة فكان لزاماً عليه ان يفخر بهذا الحشد المقدس والى الابد ،لكن السؤال الاهم : هل هناك من الشعب من يدعم غير الحشد في الايام المقبلة ام ستكون للايام حسابات اخرى ؟ مجرد سؤال .
اسرائيل والقبة الورقية !
وأمام سيل الانتقادات للقبة الحديدية، وعجزها عن حماية تل أبيب، اكتفت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية اليمينية بالقول إنه لا يوجد نظام دفاع صاروخي، مهما كان متقدما، يتمتع بحصانة كاملة ضد الهجمات الصاروخية المكثفة.
لم تستطع كل البيانات التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، ومفاخرته بنجاح نظام القبة الحديدية في اعتراض 90 % من صواريخ الفصائل الفلسطينية، إقناع دوريات عسكرية دولية متخصصة بالتسليم بالرواية الإسرائيلية وكأنها حقيقة مطلقة.
3000 صاروخ خلال 8 أيام من قطاع غزة باتجاه إسرائيل،أطلقته حركة حماس ؟! أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، كما وصلت لأهداف بعيدة لم تكن في الحساب سابقاً، وهو ما وصفته ”ناشيونال إنترست“ بأنه أصعب اختبار لنظام القبة الحديدية منذ إنشائه، هذه الحقيقة ارعبت اسرائيل ،فاذا كانت عاجزة عن مواجهة حماس فكيف اذا نشبت حرباً بين اسرائيل ودولة ، اعتقد ستهوى وان قبتها الحديدة ( الخشبية ) ستكون في واد سحيق ؟! .
نجاحنا وفشلهم
السير ريتشارد تشارلز نيكولاس برانسون ، رجل أعمال بريطاني ومؤسس مجموعة فيرجين غروب التي تضم أكثر من 360 شركة، أسس برانسون مجموعة مراكز تسجيل باسم فيرجين ريكوردس في بداية السبعينيات وتغير اسمها لاحقا إلى فيرجين ميغا ستورز، في يوم من الايام زار احد الفروع فجأة ، ووجد احد الموظفين نائما **مسكه متلبساً وبالجرم المشهود) ،التقط صوره بجانبه ونشرها معلقا عليها،( لكي تبقى شركتنا الأولى في إرضاء عملائها عمل هذا الموظف حتى التعب ، ما اضطره للراحة قليلا ).
بتصرفه كسب ولاء الموظفين حين رأوا الصورة .. وكسب ثقة واحترام العملاء الذين لمسوا حنكته في الادارة ،هناك من يجرحك بأخلاقه …. وهناك من يحرجك بأخلاقه ….الفرق اللغوي هي النقطة وفرق المعنى كبير، النجاح لا يأتي صدفه.. بل بالعمل والدراسة والاستفادة من تجارب الاخرين .. ثم الاعتماد على النفس ،بالطبع القصة قصيرة لكنها مليئة بالعظات الجميلة ومع قصتنا التي حتما ستنتهي في العراق !، لكني أردت أن ألفت الانتباه إلى الجانب الانساني منها،لعل يكون فيها فائدة ، ليقارن حجم الدمار الهائل الذي حل بنا ارضاً وشعباً منذ 22 عاماً !! ،بسبب الاحتلال الامريكي .
محمد داود عيسى
رئيس التحرير
العراق
Comments are closed.