لماذا استقال ماسك؟

منذ قراره الشهير بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حملته الانتخابية، تشعر بأن أيلون ماسك هو الرجل الذي يحتاج إليه الرئيس وتحتاج إليه الدولة، وليس العكس، فهو صاحب النفوذ الأوسع وأغنى رجل في العالم وأول شخص تتجاوز ثروته 300 مليار دولار في التاريخ ، ورئيس شركات تسلا و إكس ومالك تويتر، والرجل الذي يحق له القول ( وإني وإن كنت الأخير زمانه لآتٍ بما لم تستطعهُ الأوائلُ)، فقد أتى بخطة إطلاق بعثات إلى الفضاء وأسس شركة لتصنيع المركبات الفضائية، وشركة لتطوير الذكاء الاصطناعي، وشركة للتكنولوجيا العصبية وتطوير سبل اتصال الدماغ مع الحاسوب، وغير ذلك مما لم تستطعهُ الأوائلُ، مع فارق أنه لا يكتب الشعر ولا تسمع كلماته من به صممُ، وليس لديه وقت، ولا أبا هندٍ فلا تعجل علينا، ولاعبلة ليكتب لها ألف بيت ويقول متفاخراً (ياعبل إن تبكي عليَّ فقد بكى صرفُ الزمان عليَّ وهو حسودُ)، لكنه استدعى الشيطان واستقال من دون تهديد ووعيد ولم يتوسل ترامب لتمديد عقده ولم يوسّط شيخاً ولا سيناتوراً ولم يقنع جمهورياً أو ديمقراطياً ليتدخل لكي يبقى موظفاً في حكومة ترامب الذي يعتقد بأنه مبعوث من الرب، ولم يتملق ترامب ليبقى وزيرا للكفاءة ، كان يكفيه قول بيت شعر بالأمريكية الفصحى ليرضي غرور ترامب، أو حتى بيت شعر باللهجة العراقية عن الشجاعة والكرم (كريم وبالكرم معروف حاير شرد اوصفنه .. موش آنه الگلتهه الوادم سولفت عنه)، عجبي لماذا تعطلت لغة الكلام عند أيلون ماسك ولماذا استعجلتَ الرحيل؟.

أغلب الظن أن ماسك غادر البيت الأبيض حين سمع بتحذيراتنا عن استخدام المرشحين لموارد الدولة في الحملات الانتخابية، فخشي أن تستغل الدولة الأمريكية موارده وشركاته وهرب بجلده الأبيض، آه كم أتمنى مسك جلد أيلون ماسك لأصدّق أنه بشرٌ مثلنا.

عبد الهادي مهودر

كاتب واعلامي

العراق

 

Comments are closed.