دمشق (عربي times)
لم تشهد سورية تدخلات وتوغلات عسكرية اسرائيلية مثلما تشهده هذه الايام في ظل سعي حكومي في دمشق لاعلان التطبيع بين الطرفين ،فيما يشهد ريف محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، بين يوم وآخر، توغلات جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي ترافقها عمليات دهم وتفتيش، في وقت كثّفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحليقها فوق أجواء الجنوب السوري، ولا سيما في محافظتي درعا والقنيطرة.
في المقابل توغلت قوات إسرائيلية بدبابتين وعدد من المركبات العسكرية في بلدة الصمدانية الشرقية في ريف القنيطرة الأوسط، وأجرت عمليات دهم وتفتيش لعدد من المنازل، بعدما سبقت العملية حملة تمشيط شاملة عبر طائرات الاستطلاع المسيّرة.
وهذه القوة الإسرائيلية مؤلفة من عدة مركبات كانت قد توغلت يوم أمس الخميس في قرية رويحينة بالريف نفسه، واعتقلت الشابين أحمد حسين وبشار جاسم، قبل أن تنسحب من المنطقة، وأن هذه التوغلات باتت شبه يومية منذ سقوط نظام بشار الأسد المخلوع، غير أن وتيرتها تصاعدت أخيراً، في ظل الحديث عن مفاوضات بين الجانبين السوري والإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق أمني يهدف إلى خفض التصعيد جنوبي البلاد، مشيراً إلى أن “هذا التصعيد هو بمثابة ضغط إسرائيلي على الحكومة السورية كلما وصلت المفاوضات إلى نقاط خلافية”.
في المقابل، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بقيامه بسلسلة من العمليات العسكرية الليلية في الأراضي السورية في الأيام الأخيرة، واعتقال عدة أشخاص، بزعم تخطيطهم لعمليات ضد إسرائيل. وزعم جيش الاحتلال في بيان، أنه “خلال سلسلة من العمليات الليلية في جنوب سورية، أنهت قوات اللواء 226 بقيادة فرقة 210، وبمشاركة محققي الميدان من الوحدة 504، في الأيام الأخيرة، اعتقال عدد من المشتبه بهم، الذين انخرطوا في ترويج نشاطات… ضد قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب سورية”. كما زعم أنه “خلال عمليات التمشيط التي نفّذتها القوات، تم العثور على وسائل قتالية في المناطق التي عملت فيها”.
وفي السياق نفسه، طالب أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركي، أمس الخميس، إسرائيل بوقف ضرباتها ضد سورية فوراً، مؤكدين أن استمرارها يعرقل جهود تحقيق الاستقرار. وجاء في بيان مشترك صادر عن السيناتور الديمقراطية جين شاهين، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والسيناتور الجمهورية جوني إرنست، وعضو مجلس النواب جو ويلسون، أنهم عادوا أخيراً من زيارة إلى سورية، التقوا خلالها الرئيس أحمد الشرع وعدداً من الوزراء وممثلين عن مختلف المكونات الاجتماعية والدينية، حيث لمسوا رسالة واضحة بأن سورية تحتاج إلى فرصة للنجاح وتجاوز أكثر من أربعة عشر عاماً من الصراع.
وقال البيان: “ندعو إسرائيل إلى اغتنام اللحظة ووقف الأعمال العدائية فوراً حتى يتمكن السوريون والمبعوث الخاص برّاك من مواصلة التقدم المحرز. إن سورية المستقرة والآمنة هي السبيل الوحيد للانعتاق من النفوذ الإيراني واحتواء تهديد تنظيم داعش”.
Comments are closed.