صور وأرقام

 

بدأت الحملات الانتخابية بصور بلا ارقام تحنباً لتسجيل المخالفات قبل موعد الانطلاق الرسمي للحملة الدعائية للمرشحين ( للانتخابات العامة
2025 ) المسموح بها عرض الصور والارقام والشعارات والمؤتمرات الانتخابية ، وفي صبيحة يوم الجمعة الثالث من شهر تشرين الجاري غزت اللوحات المرقمة شوارع بغداد والمحافظات في الحملة التي تستمر الى صباح يوم السبت الثامن من تشرين الثاني المقبل ، وقد اختارت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات يوم 11/11 المميز رقمياً موعداً رسمياً لبدء الاقتراع العام ، قبل أن يصادق مجلس المفوضين على 7768 مرشحاً، منهم 2248 من الاناث، و5520 من الذكور ، لإختيار 329 عضواً لمجلس النواب الجديد ، أولى مهامهم اختيار رئيس ومنح الثقة للحكومة الجديدة ولرئيسها ، وهنا نكون قد وصلنا الى الغاية ومربط الفرس ، فكل هذه الصور والارقام تنتهي الى اختيار برلمان تشريعي ورئيس جمهورية وحكومة تنفيذية وتسمية رئيس الوزراء المقبل ، ووجه الاختلاف في الانتخابات العراقية انها لاتعتمد الانتخاب المباشر ، وخلال دورتين انتخابيتين جاءت النتائج من خارج دائرة المرشحين ووصلت جاهزة الى شخصيتين سياسيتين لم يشتركا في الحملة الدعائية ولم يرفعا صورة ولم بكن لهما رقماً في القوائم الانتخابية الرسمية ، ثم نصل العقدة الأكبر وهي تشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان ، ومن رحمها يخرج رئيس الحكومة الجديد ، أما بالتجديد او باختيار وجه جديد ، والعملية ليست ولادة سهلة وتقترب من كونها عملية قيصرية معقدة تشترك فيها قوى الداخل والخارج بكل ما أوتيت من نفوذ وتأثير ، ولأن العراق ليس في جزيرة معزولة عن العالم فانتخابات العراق يؤثر في نتائجها القريبون والبعيدون والمشاركون والمقاطعون وتنتهي بمرسوم تكليف وبيان ولادة يختزل المخاض العسير لكنه بيان ولادة بصورة شخصية وإسمٍ صريح.

عبدالهادي مهودر

كاتب واعلامي العراق

Comments are closed.