واشنطن (عربي times)
رغم أن تنفيذ اتفاق غزة يسير بوتيرة معقولة، إذ تم تبادل الأسرى بين الطرفين، في وقت بدأ فيه الوسطاء بحث تفاصيل المرحلة الثانية، كشف تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية أن الاتفاق يثير أسئلة كبيرة تركتها بنود الاتفاق غامضة.
بحسب الشبكة، يثير الاتفاق مخاوف بشأن إقدام عناصر حماس على التنكيل بمجموعات ترفض بقاءها في القطاع، وربما تكون تعاونت مع الجيش الإسرائيلي، ويضيف التقرير أنه خلال صفقة الرهائن الأخيرة في شهر يناير الماضي، استغلت حماس وقف إطلاق النار للخروج من الأنفاق واستعادة سيطرتها على غزة، لكن الخطر هذه المرة قد يعني قتل الغزيين الذين قاوموا حماس، مؤكدا أنها بدأت بالفعل إطلاق النار على فلسطينيين في شوارع القطاع، فضلا عن محاصرة عناصر مسلحة، تصفها بالخارجة عن القانون.
وأشارت “سي إن إن” إلى سماح الاتفاق الجديد للقوات الإسرائيلية بالبقاء في أكثر من نصف قطاع غزة، وهو أمر لم تكن حماس لتقبله قط قبل هذا العام، فضلا عن التخطيط لنشر قوات أجنبية لضمان عدم عودة سيطرة حماس على القطاع والتفكير في نزع سلاحها، يجعل من المرجح أن توجه حماس الآن بنادقها نحو الفلسطينيين الأبرياء، ولكن مجال المناورة المتاح لها محدود، وفق التقرير.
وأكد التقرير أنه إذا كان من المقرر إعادة تأهيل بناء قطاع غزة بأكمله، فيجب على حماس قبول الصفقة بالكامل والتخلي عن تمسكها بالسلطة في القطاع، وفق تعبيره.
ووفق التقرير، تشمل العناصر الرئيسية لهذه الصفقة، بالإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن، إنشاء قوة أمنية مؤقتة وهيكل سياسي في غزة، مؤكدا أن فشل النقطة الأخيرة يعني أن حماس قد تتمكن مع مرور الوقت من استعادة سلطتها بالقوة، وهي نتيجة تُبدد أي أمل في سلام طويل الأمد أو إعادة تأهيل قطاع غزة.
وتفيد مصادر الشبكة بأن تركيز الوسطاء ومن يعملون على تنفيذ خطة ترامب في غزة سينصب خلال الأسابيع المقبلة على مساهمة دول معينة في قوة أمنية مؤقتة، ومدى إمكانية إنشاء كيان سياسي يحكم القطاع بشكل مؤقت.
ومن المؤشرات الإيجابية أن الجيش الأمريكي، تحت القيادة المركزية، قد بدأ بالفعل تمركز مواقعه خارج غزة للمساعدة على مراقبة الوضع وتمكين تلك القوات المنتظرة في نهاية المطاف من تأدية مهامها.
وفي الشق السياسي، يكشف تقرير “سي إن إن” أن الأمر في نهاية المطاف متروك للفلسطينيين لتحديد من يشارك، ولكن من دون وجود قيادة أمريكية، فإن العملية قد تتطور إلى أشهر من المناوشات، وهو ما من شأنه أن يصب في مصلحة حماس لتستعيد حكم القطاع من جديد.
يتوقع الكثيرون أن تستغرق إعادة إعمار غزة عقدًا أو أكثر، وأن تكلف مئات المليارات من الدولارات، وهو ما يتطلب جهدًا عالميًا منسقًا بقيادة الولايات المتحدة، بمشاركة فلسطينيين غير منتمين لحماس، وموارد هائلة من شركاء واشنطن وحلفائها الإقليميين.
وخلص التقرير إلى أنه في حال أصرت حماس على البقاء مسيطرة على المناطق الواقعة فوق الحدود الإسرائيلية بموجب صفقة ترامب، فستكون هي من يعيق إعادة إعمار تلك المناطق، مشددا على أنه وفي غياب تخلي حماس عن السيطرة الأمنية، لن تكون هناك دول كثيرة مستعدة لدخول غزة أو تخصيص موارد لإعادة إعمارها.
Comments are closed.