لعبة الخداع الأميركي

الإرهاب ظاهرة دولية ليست وليدة اللحظة، بل هي خطة مدروسة ومحكمة اشتغل عليها على مدى سنوات طويلة لقلب أوضاع المنطقة رأساً على عقب وإدخالها في أتون الفوضى الهدامة تحت شعار «الربيع العربي»و«داعش» وباقي الجماعات الإرهابية ليس سوى صنيعة غربية مهمتها نشر الإرهاب لتحقيق الأجندة الاستعمارية في المنطقة.

بدأت أميركا لعبة الخداع بما يسمى التحالف الدولي لمقاتلة «داعش» في اعادة مكررة لسيناريو التحالف الدولي ضد صدام حسين الذي شجعته على غزو الكويت بعدما دعمته مع بعض العرب لغزو ايران بعد انتصار الثورة الإسلامية . وهنا لابد من التساؤل : كيف يمكن اعتبار «داعش» إرهابية في العراق ومعارضة وطنية في سورية؟‏

كيف نصدق مقاتلة «داعش» وحلفاء أميركا من تركيا إلى قطر إلى السعودية والأردن مازالوا يدعمون «داعش» بالمال والسلاح والمسلحين ؟‏

يعلن أوباما أن الحرب على «داعش» ستمتد إلى ثلاث سنوات على الأقل بما يعني أن عمليات التدمير المنهجي لدول المنطقة ستطول إلى ثلاث سنوات وامكانية تمدده إلى السعودية والخليج ومصر ويمكن إلى روسيا عبر شمال القوقاز ، فهل يمكن التصديق أن أميركا والعالم عاجزون عن انهاء «داعش» وتجفيف منابع المال والسلاح والأفراد ؟‏

لماذا لم تغلق أميركا وحلفاؤها حسابات «داعش» والجماعات الإرهابية على الفايسبوك وتويتر ومحاصرتها اعلامياً كما تفعل مع حركات المقاومة ؟‏

أميركا لا تريد قتل كلب الصيد الناجح – داعش وأخواته – بل تقوم بعملية «تموضع» سياسية عسكرية لتحقيق مكاسب منها : العودة إلى العراق بعد خروجها منه عام 2011 كقوة احتلال والعودة كقوة سلام وحماية كذلك حماية مصالحها (النفط والغاز وأمن اسرائيل) بعد الضربات الموجعة التي تلقتها «اسرائيل» من حركات المقاومة منذ عام 2000 وثبوت عجزها عن تنفيذ السياسة الأميركية وعن حماية مصالحها.‏

حسن حسن / صحيفة الثورة السورية

Comments are closed.