من يصنع التاريخ الزعماء ام الشعوب ؟

من يصنع تاريخ الشعوب على مر العصور، هل سحر الشخصية أو (الكارزما)؟.. كما يقال لدى القادة السياسيين او العظماء الذين يسهموا بشكل مباشر في صناعة تاريخ شعوبهم، اما هي الشعوب التي تصنع الزعامات والعظماء، فالتجارب السابقة لبعض الدول هي دليل على ان الزعماء هم من يصنعون تاريخ شعوبهم، وهذه النظرية لا تبنى بسهولة، وحتى ظهورهذه الزعامات يكون بتوقيت مناسب ليعيد تشكيل وطن مدمر أو مرحلة معقدة او انقاذ شعب من حرب طائفية وبنية تحتية مدمرة الى بر الامان، لتبني تاريخاً جديداً، لا يحدث هذا الامر إلا في ظروف سياسية واقتصادية صعبة وحرجة، ولاتأتي هذه الزعامات بالصدفة، بل برؤية بعيدة وخلاّقة، ولا بالمراهنة ما بين المغامرة والبطولة، أن الأولى لا تحكم بالعقل.. عكس الثانية التي تزن الأمور بمنظور متزن ورؤية ثاقبة بناءة، وهناك إن صح التعبير المغامرة العاقلة، وهنا تبرز العبقرية وفق سياق تاريخي منظم.

وللزعامات التاريخية أدوار كبيرة على بلدانهم وغيرها، فغاندي هو الأب الروحي لاستقلال الهند بما عرف عنه بالمقاومة السلمية،. وماوتسي تونج هو الثائر الشيوعي الصيني الذي جمع شتات وطنه من الاستعمار والانحدار، واسهم في بناء الاقتصاد الصيني وانتشار السلع التي غزت العالم وعظمت ثرواتهم، فكانت المعجزة الصينية الراهنة. وأمريكا حولت المهاجرين من كل أنحاء العالم إلى طاقة إنتاجية، وزعاماتها هم من خلقوا وحدتها وديمقراطيتها وبروزها كأقوى دولة في العالم، التي سمحت لها بالسيطرة على الشعوب سلماً وحرباً.

وهناك زعامات كبيرة بنت بلادها وثقفة شعوبها ونقلتهم من حالة مزرية الى حالة راقية، ومن دولة تائهة في الصحراء الى جنة عدن.. (والامارات دليل على ذلك).. لكن بعد رحيل هذه الزعمات جاءت شخصيات امتداداً للأولى بالبناء والاستمرارية، بل هناك من عاكس بعض من قام بالثورة في بعض البلدان بإصلاحها وإخراجها من مآزقها، وهو ما حدث في الصين والهند، وزعامات أخرى أمثال ديغول، وتشرشل، ومانديلا اخترقوا المألوف السياسي والعسكري، إلى بناء عقيدة أخرى في إعادة بناء بلدانهم من محنة الحروب وحالات الانكسار.

وهناك ايضا زعامات كثيرة قلبت موازين التاريخ، فالنبي محمد (ص) نقل البشرية من الظلم والكفر والاشراك الى النور والايمان والعدل، وهو من ربط الوجود كله بالخالق فكانت الرسالة الاسلامية.. وهي من بقيت برغم محاولات البعض من هدمها، وكتابنا ونبينا هو سر بقائهما في كل العصور.

اليوم نحن نمر بمرحلة دقيقة ومهمة، فهل يخرج علينا زعيم يقلب الحال المتردي حاليا الى حال افضل؟؟، خصوصا نحن اليوم نعاني مشاكل جمة مثل نقص في الكهرباء وازمة حادة في السكن وبطالة حدث ولا حرج وسوء الخدمات وتعطل اغلب الطرق، ناهيك عن ازمة التربية والتعليم.. نحن واياكم ننتظر الزعيم الذي يقلب المعادلة ويجعل لنا الحلم حقيقة في ان نحيي ونعيش بعيدا عن المنغصات وبكرامة.. والقضاء على البطالة وتوفير سكن ملائم و.. و… الخ.. فالايام المقبلة حبلى بالمفاجأت على ما اعتقد.

فلاح خيري / صحفي عراقي

 

Comments are closed.