واشنطن (عربي times ) –
تعهد الرئيس باراك أوباما أن تستقبل بلاده خلال 12 شهرا عشرة آلاف لاجئ سوري وذلك بعد تعرضها لانتقادات بعدم بذل جهود كافية في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين.
وسيشكل ذلك زيادة كبيرة في عدد الأسر الوافدة إلى الأراضي الأميركية. فمنذ أربع سنوات على اندلاع النزاع في سوريا لم يتجاوز عدد اللاجئين الذين استقبلتهم الولايات المتحدة 1800 شخص.
إلا أن العراقيل جعلت عملية قبول الذين تم تسجيل أسمائهم وحصلوا على موافقة مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين تطول حتى عامين تقريبا لكل حالة.
لقد فر أكثر من 4 ملايين شخص من النزاع الدائر في سوريا منذ العام 2011 يقيم غالبيتهم في مخيمات في الأردن وتركيا ولبنان وسوريا والعراق تابعة لمفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين.
وتمت إحالة ملفات 18 ألفا من هؤلاء إلى الولايات المتحدة لإيوائهم نظرا لأوضاعهم العائلية أو لإصابتهم الجسدية.
وعند تسلم وزارة الخارجية لملفاتهم تقوم بتوظيف متعاقدين من منظمات غير حكومية لدرس ما إذا كان أصحاب الملفات يستوفون الشروط للحصول على وضع لاجئين، قبل خضوعهم لفحوصات طبية ومراجعات أمنية.
كما يتوجه مسؤولون من هيئة الأمن الداخلي من واشنطن إلى المخيمات لإجراء مقابلات مع المرشحين على أمل استبعاد من وصفهم مسؤول أميركي بالقول “الكذابين والمجرمين والإرهابيين”.
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أمام صحافيين أن “اللاجئين يخضعون لأعلى مستويات التدقيق الأمني مقارنة بكل فئات المسافرين إلى الولايات المتحدة”.
وفي الوقت نفسه، يخضع المرشحون لفحوصات طبية ويتلقى المصابون بأمراض معدية وغالبا ما يكون المرض هو السل علاجا طبيا قبل أن يتمكنوا من السفر إلى الولايات المتحدة مما يؤدي في غالب الأحيان إلى إطالة العملية أكثر.
وتستغرق العملية حاليا بين 18 و24 شهرا منذ الوقت الذي ترفع فيه مفوضية اللاجئين توصية لإيواء لاجئ وسفره إلى الولايات المتحدة.
وكلفة التحقق من ملفات اللاجئين السوريين ليست واضحة، إلا أن الحكومة الأميركية أنفقت 1,1 مليارات دولار العام الماضي لإعادة توطين 70 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم أو قرابة 16 ألف دولار للشخص الواحد.
وأشار منتقدو الولايات المتحدة إلى أن عملية إيواء اللاجئين العشرة آلاف الذين تعهد أوباما باستقبالهم إذا كانت ستستغرق قرابة عامين لكل منهم فإن أيا منهم لن يصل إلى الولايات المتحدة قبل انتهاء ولاية أوباما.
إلا أن مسؤولة أميركية أشارت إلى أن عشرات آلاف الملفات هي قيد الدرس حاليا وستكون عملية المراجعة أسرع.
وتابعت المسؤولة ” نقوم بإيواء أعداد صغيرة من اللاجئين السوريين منذ العام 2011 ولم تبدأ المفوضية العليا للاجئين سوى في حزيران ـ يونيو برفع طلبات لاستقبال أعداد كبيرة تتراوح بين 500 وألف في الشهر”.
وأضاف إن “هذه الإحالات تصل بشكل مستمر منذ حزيران ـ يونيو الماضي حتى بات لدينا عددا كبيرا. فلقد اعددنا في وزارة الخارجية ملفات أكثر من عشرة آلاف شخص”.
وبعد حصول اللاجئين على الموافقة، تدفع وزارة الخارجية الأميركية لمنظمة الهجرة الدولية كلفة سفرهم إلى الولايات المتحدة.
ويوقع اللاجئون على تعهد خطي بإعادة تسديد بطاقة السفر بعد استقرارهم ويتم استقبالهم في المطار من قبل واحدة من هيئات إعادة التوطين غير الحكومية التسع التي تتعاقد معها وزارة الخارجية.
وهناك قرابة 180 مركز إيواء في مختلف أنحاء الولايات المتحدة حيث تساعد المنظمات غير الحكومية الوافدين الجدد على الاستقرار والعثور على عمل ومكان للسكان في الأيام الـ 30 وحتى الـ90 الأولى لوصولهم.
واللاجئون الذين لديهم أقارب في الولايات المتحدة يتم إسكانهم أحيانا بالقرب من أقربائهم، ويتوجه قسم كبير من اللاجئين إلى مدن مثل اتلانتا وسان دييغو ودالاس حيث الإيجار أقل كلفة من نيويورك أو سان فرنسيسكو.
ويتوجه آخرون إلى مدن صغيرة مثل بواز أو أيداهو أو بنسلفانيا، لكنهم يتمتعون بحرية الانتقال إلى مكان آخر بعد استقرارهم.
وبعد 90 يوما لا يعود يحق للوافدين الجدد الحصول على مساعدة من وزارة الخارجية عبر وكالات الإيواء، إلا أن بعضهم يلتحق ببرامج دعم تابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية.
Comments are closed.