لندن (عربي times ) –
تخشى أسواق المال العالمية من أن أكبر التداعيات الخطيرة لانخفاض أسعار النفط العالمية يمكن أن تحدث خلال العام المقبل، وبوتيرة يمكن أن تشبه تساقط عدد كبير من أحجار الدومينو في سلسلة طويلة.
محور المخاوف أن تأثيرات بقاء الأسعار في مستوياتها الحالية، وربما انحدارها أكثر في معظم عام 2016، لن تقتصر على منتجي النفط والغاز ولا على صناعة الطاقة بشكل عام، بل يمكن أن تؤدي إلى ارتباك النظام المالي العالمي، وتبخر قيمة تريليونات الدولارات من الأوراق المالية.
فقد اختفى بالفعل أكثر من تريليون دولار من القيمة السوقية لأسهم شركات النفط في مختلف أنحاء العالم.
ويواجه ما يقرب من تريليوني دولار من السندات والديون التي سوقتها شركات الطاقة والتعدين منذ عام 2010 موجة من خفض التصنيفات الائتمانية، في وقت تتزايد فيه حالات التخلف عن السداد.
والكثير من هذه الديون سندات خردة مرتفعة العائد ومرتفعة المخاطر أصدرتها شركات صغيرة تعمل في مجال الغاز الصخري.
وهناك أيضا تأثيرات غير مباشرة لتراجع أسعار الطاقة، التي فجرت مخاوف من سقوط الاقتصاد العالمي في دوامة انكماش الأسعار، التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة اقتصادية لم يسبق لها مثيل.
تلك المخاوف دفعت المصارف المركزية إلى إغراق الأسواق بالسيولة من خلال برامج شراء السندات. وهناك اليوم على سبيل المثال ديون حكومية أوروبية قيمتها نحو ترليوني يورو يقل عائدها الآن عن الصفر بالمئة، وهي مهددة بالتآكل وفقدان قيمتها.
حجم التداعيات التي خلفها انهيار أسعار النفط، جعل البعض يبحث عن أسباب سياسية ونظريات مؤامرة، لأن أكبر الخاسرين كانوا في معسكر واحد وأبرزهم على صعيد الوزن السياسي الدولي هما روسيا وإيران.
لكن ذلك التحليل القاصر يتناسى حجم الأضرار التي تكبدها كبار منتجي النفط مثل الدول الخليجية التي تراجعت عوائدها بأكثر من 300 مليار دولار سنويا عن المستويات التي سبقت تراجع الأسعار منذ منتصف عام 2014.
خطر سقوط الاقتصاد العالمي في دوامة انكماش الأسعار يربك حسابات وسياسات المصارف المركزية الكبرى
كما أن شركات النفط الغربية بشكل عام وشركات النفط الصخري الأميركية خسرت تريليونات الدولارات من استثماراتها وأصولها وقيمة السندات التي أصدرتها، والتي سقطت في سوق الخردة بعد زوال معظم قيمتها.
Comments are closed.