لندن (عربي times)
في مشهد مثير، نادراً ما تشهده الأسواق، ورغم العلاقة العكسية التاريخية التي تجمع، غالباً، بين الذهب والدولار، اتفق الخصمان اللدودان معاً هذا الأسبوع في السقوط معاً في ظل تطورات جيوسياسية واقتصادية عنيفة ضربت الأسواق قلما تشهدها الأسواق.
غالباً ما ينخفض الذهب المسعر بالعملة الأميركية كلما ارتفع الدولار، والعكس تماماً إذ يرتفع المعدن الأصفر كلما انخفض الدولار، مع تراجع تكلفة شراء السبائك على حائزي العملات الأخرى.
يرتفع مع زيادة التوترات السياسة أو التجارية إضافة إلى بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، إذ تدفع تلك العوامل مجتمعة أو منفصلة المتداولين للتحوط بالملاذات الآمنة.
سقوط الخصمان
رغم ارتفاع الدولار في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، إلا أن العملة الأميركية تحوم الآن قرب أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات ويزيد، بعدما تخلت عما يقرب من 13 نقطة أو 12% من قيمتها أمام المنافسين منذ تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير الماضي.
قبل أقل من ستة أشهر من تاريخ اليوم كان مؤشر الدولار الرئيس يحوم قرب أعلى مستوى في أكثر من عامين أمام سلة من العملات المنافسة حينما تجاوز مستويات 110 نقطة يوم 13 يناير الماضي إلا أنه ومع تنصيب ترامب في العشرين من يناير سجلت العملة تراجعات متتالية حتى وصلت قرب مستويات 97 نقطة.
كما تعرضت أسعار الذهب لخسائر عنيفة تجاوزت 50 دولاراً، في التعاملات الصباحية اليوم الجمعة، نهاية تعاملات الأسبوع، ليسقط المعدن النفيس دون مستويات 3300 دولار، للمرة الأولى منذ نهاية شهر مايو الماضي.
تفاقمت خسائر المعدن النفيس هذا الأسبوع، ليتلقى الضربة الأولى مع الأسبوع مع إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وقبل أن ينتهي الأسبوع جاءت الضربة الثانية بعد إعلان اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة.
خسارة الذهب
◄ هبطت أسعار الذهب في المعاملات الفورية اليوم، أكثر من 42 دولاراً في الأونصة أو ما يعادل 1.3%، وصولاً إلى مستويات 3286 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 7:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ كما خسرت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس حوالي 1.55% أو ما يعادل 52 دولاراً الأونصة، وصولاً إلى مستويات 3296 دولاراً.
◄ يتراجع المعدن النفيس خلال تداولات 5 جلسات بنسبة تتجاوز 2.5%، تتجه الأسعار إلى تسجيل خسارة شهرية خلال يونيو بحوالي 1%.
◄ في المقابل لا تزال الأسعار مرتفعة بحوالي 5.8% في الربع الثاني الذي أوشك على النهاية، منذ بداية العام يرتفع الذهب حوالي 24.5%، كما يرتفع بنسبة 41% خلال تعاملات عام كامل.
الدولار الآن
◄ يحوم مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات، بالقرب من أدنى مستوياته منذ يناير 2022 عند مستويات 97.2 نقطة.
◄ يتجه مؤشر الدولار للانخفاض 2% خلال شهر يونيو، في تراجع للشهر السادس على التوالي.
◄ انخفض مؤشر الدولار أكثر من 10 % هذا العام مع تأجيج رسوم ترامب الجمركية للمخاوف بشأن النمو في الولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن بدائل.
العملات المنافسة
◄ انخفض اليورو عند 1.1693 دولار في التعاملات المبكرة بنسبة 0.15%، بعد أن وصل إلى 1.1745 دولار في الجلسة السابقة، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2021.
◄ تراجع الجنيه الإسترليني في أحدث تعاملات 1.3733 دولار، أو ما يعادل 0.2%، علا أنه قرب الذروة التي سجلها في أكتوبر 2021 عند 1.37701 دولار التي لامسها أمس الخميس.
◄ نزل الفرنك السويسري في أحدث تعاملات 0.8013 مقابل الدولار، لكنه لا يزال يحوم بالقرب من أعلى مستوياته منذ عام 2011.
◄ هبط الين الياباني مقابل العملة الأميركية 0.35% إلى مستويات 144.73 مقابل الدولار.
توقعات الفائدة
تتوقع الأسواق حالياً أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بمقدار 63 نقطة أساس هذا العام، بدءاً من سبتمبر.
رفعت الأسواق توقعاتها لخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الاتحادي في يوليو إلى 25%، مقابل 12% فقط قبل أسبوع.
يترقب المستثمرون بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم؛ سعياً لمزيد من الوضوح بشأن توقعات السياسة النقدية.
يميل الذهب إلى الارتفاع خلال الفترات التي تسودها الضبابية والتوترات الجيوسياسية والتجارية، وفي بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
تعريفات ترامب
في غضون ذلك ينصب اهتمام المستثمرين على التقدم المحرز نحو إبرام الاتفاقيات التجارية قبل الموعد النهائي الذي يحل في التاسع من يوليو لفرض رسوم جمركية أميركية مضادة، إذ تسعى الدول جاهدة للتوصل إلى اتفاقات قبل انتهاء المهلة.
جنباً إلى جنب أكد البيت الأبيض أمس الخميس في بيان أن واشنطن توصلت إلى اتفاق مع بكين بشأن كيفية تسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.
بينما قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس الخميس إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبرم اتفاقاً تجارياً سريعاً وبسيطاً مع الولايات المتحدة بدلاً من اتفاق بطيء ومعقد.
بديل باول
في الوقت ذاته، أفادت تقارير أميركية بأن ترامب يفكر في اختيار وإعلان بديل لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) جيروم باول بحلول سبتمبر أو أكتوبر، وهي خطوة قد تؤدي إلى أن يصبح ذلك المرشح بمثابة رئيس مواز للبنك المركزي، ما يقوض نفوذ باول.
كتبت كارول كونغ محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة: «مثل هذه النتيجة يمكن أن تُحدث بعض التقلبات في الأسواق المالية إذا أدلى المرشح بتعليقات علنية مختلفة بشكل ملحوظ عن الرئيس الحالي».
قالت كونغ: «في الوقت الحالي، ستؤدي توقعات اختيار الرئيس ترامب رئيساً يميل أكثر للتيسير النقدي إلى إبقاء ضغوط خفض الفائدة على اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة وعلى الدولار الأميركي».
Comments are closed.