في الحقيقة لا أعرف -كما كل السوريين – كيف سيمضي العيد وخاصة أنه تزامن مع افتتاح المدارس و(المونة)… !
الأغنياء يشعرون بذلك – ويتساءلون- كيف سيستطيع رب الأسرة تدبير أموره مع عبارة مترافقة- الله يساعد العباد-!! هذا ليس عطفاً… بل معرفة مسبقة بأنه إذا كان المواطن في بحبوحة مادية سينعكس إيجاباً على زيادة الغنى… وتكديس الأموال
حتى حديثو النعمة المتولدة عن الأزمة باتوا يرددون نفس العبارة ….!! علماً أن بطونهم انتفخت من سرقة جيوب الفقراء !!
وحدهم الفقراء وهم الشريحة الواسعة في المجتمع تنظر بتفاؤل حذر، عسى ولعل أن يُرأف بحالهم… متأملين أن تقدر وتشعر الحكومة وتمنحهم حبة (سيتامول) مسكنة لآلام لا يستطيع وصف وجعها سوى صاحب الألم…!!
صحيح أن معظم المواطنين وصلوا إلى قناعة (لا يحك جلدك إلا ظفرك)… إلا أنهم في الواقع يعانون من أن لا أظافر لديهم ليحكوا بها أصلاً ؟!!…
الوصول إلى هذه القناعة هي كارثة بحد ذاتها نابعة.. من انعدام الثقة نتيجة قلة (الحيلة) ….!!
انعدام الثقة من أن أحدأ لا يفكر ولا يشعر بمصائب الآخرين (الرعية)…
والمفروض أن ينتعش في هذه الأيام مبدأ (كل راعٍ مسؤول عن رعيته)…!!
المتبع هنا (اللهم أسألك نفسي) …!!
يا سادة… الحال ضاق… حتى شكًل خناقاً يشتد يوماً بعد آخر…. ولاسبيل هنا سوى التفكير واستنباط حلول قريبة المدى… مع الاحتفاظ بتلك بعيدة المدى لحين عودة الإنتاج والدورة الاقتصادية وصولاً إلى المنافسة…!!
وحتى نصل إلى هذه العتبة – ربما بعد سنوات- هل يبقى المواطن أسير التفاؤل …. وأسير الفقر والعوز ….
أطمئنكم هنا: المواطن بات قريباً جداً من الوصول إلى مرحلة الامتعاض الحقيقي …!!
هنا..على من يدًعي حرصه على المواطن أن يدفع ببياناته الموصوفة….!!
فلم تعد التصريحات مسكنة… ولا الوعود قادرة على ملء الأفواه…
بقلم شعبان أحمد / صحيفة الثورة السورية
Comments are closed.