نيويورك (عربي times)
مع ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول في كلمته خلال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ان يقدم إيران كتهديد خطير للعالم لكنه في الواقع اقر بعظمة ايران شعبا وحكومة.
التحلیل:
كانت النقطة الأكثر أهمية في خطاب ترامب حول إيران محاولة الرئيس الأمريكي تقديم إيران باعتبارها تهدیدا للمجتمع الدولي وذلك من على منبر رسمي ودولي.
هذا يعني من جهة أن الجهود التي بذلها ترامب وفريقه على مدى ثلاث سنوات لجعل هذا الخيار معقولاً للمجتمع الدولي فشلت. وفي الوقت نفسه، فإن جهوده الأخرى لاستمرار الضغط على إيران في المستقبل لها منطق ضعيف للغاية. لذلك فقد فضل استخدام هذا المنبر الرسمي لتبرير سجله المناهض لإيران خلال السنوات الثلاث الماضية والأشهر القادمة.
في هذا الخطاب، أعاد ترامب مزاعمه حول دعم ايران للإرهاب، واضاف: ان ايران تمول الحروب في سوريا واليمن، بینما لا یزال ملف مقتل خاشقجي مفتوحا ودعم ترامب الكامل للحكومة السعودية وخمس سنوات من الحرب السعودية الاماراتية الظالمة على اليمن يعتبران وصمة عار على جبين ترامب وحلفائه في المنطقة. وما زالت بعض المناطق محتلة في سوريا لان حكومة الولايات المتحدة لا ترغب بإنهاء الحرب والعنف في هذين البلدين (سوريا واليمن).
وحاول ترامب في خطابه تبرير خروجه غير المشروع من الاتفاق النووي مع إيران كجزء من الجهود المبذولة لمنع إيران من الحصول على التقنية النووية ومن الملفت أنه تحدث عن امتلاك ايران للصواريخ الباليستية لتبرير مزاعمه. بینما یقر الجميع بان هذين المفين مختلفان تماما، وقد أكدت إيران قبل توقيع الاتفاق النووي وبعده على أنها لن تساوم على قدراتها العسكرية بتاتا.
کما حاول ترامب في خطابه إحياء تهديد ما يسمى بجماعة داعش ( التي تم القضاء عليها سابقًا على يد محور المقاومة في العراق وسوريا) محاولا الربط بشكل أو بآخر بين إيران وداعش. وفي ظل هذا، يأتي هو وقدم نفسه كالمتعاطف مع المجتمع الدولي أو المشفق عليه، في حين ان الحاضرين في القمة ومتابعي وسائل الإعلام العالمية أدركوا من كلمة ترامب امرين اثنين: الاول عظمة ايران مقارنة بالولايات المتحدة الامريكية، وثانيا اصرار ترامب على خلق عدو وهمي لدول العالم وبالطبع طلب حصة جديدة من الاخرين وخاصة ابقاره الحلوبة في المنطقة لدفع هذا الخطر الدولي المزعوم عنهم.
Comments are closed.