الصدر يدعو لاستقالة الحكومة لـ«تجنب سوريا ثانية»

بغداد (عربي times)

نفذت السلطات العراقية، أمس الخميس، مجزرة، بعد ساعات من إحراق محتجين غاضبين مقر السفارة الإيرانية في النجف.

فقد قتلت قوات الأمن بالرصاص ما لا يقل عن 32 شخصا عندما فتحت النار على متظاهرين أغلقوا جسرا في مدينة الناصرية الجنوبية قبل فجر يوم الخميس، كما تجمع المحتجون في وقت لاحق عند مركز للشرطة، وحسب مصادر طبية فإن العشرات أصيبوا أيضا بجروح.

وسقط أربعة قتلى آخرون في العاصمة بغداد حيث أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والطلقات المطاطية قرب جسر على نهر دجلة.

وقتل متظاهران آخران خلال النهار في اشتباكات وقعت في مدينة النجف الاشرف، وفجر أمس الخميس، وصلت قوة عسكرية كبيرة إلى مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار.

وسربت مصادر محلية مشاركة في التظاهرات، أن «القوة دخلت إلى المحافظة من أطرافها (أقضية الجبايش، وسيد دخيل)»، مبينة أن «القوة مشتركة وتضم قوات من الردّ السريع وسوات (تابعة للداخلية)، بالإضافة إلى الشرطة الاتحادية وقطعات من الجيش».
مصدر فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال إن «القوة التي وصلت إلى الناصرية كانت بقيادة الفريق الركن جميل الشمري (قائد عمليات البصرة السابق)». وقد أصدر رئيس الحكومة عادل عبد المهدي قراراً بتعيينه ضمن خلية الأزمة، قبل أن يقيله بعد ساعات.
ووفق المصدر «القوة الجديدة استخدمت الرصاص الحي لتفريق المحتجين ومنعهم من عبور الجسر باتجاهها، فيما لم يتعد عدد قنابل الغاز الـ30 قنبلة».
ودعا محافظ ذي قار، عادل الدخيلي، الخميس، رئيس الحكومة عبد المهدي، إلى وقف «الحملة الدامية» في مدينة الناصرية، وإبعاد قادة عسكريين ومحاسبتهم على أعمال قمع الاحتجاجات.
ولاحقاً أقال عبد المهدي جميل الشمري، بعد ساعات من تكليفه بإعادة فرض الأمن، لكن ذلك لم يهدىء نفوس أهالي القتلى في الناصرية، إذ أكد أحد شيوخ عشيرة البدور، عدي آل عابر فهد الشرشاب، أن الشمري مطلوب عشائرياً لكل عشائر ذي قار، فيما بين أن شيخ عشيرته تبرأ منه وهدر دمه.
وفي النجف، بعد عملية حرق القنصلية الإيرانية، تواردت أنباء تحدثت عن عزم المتظاهرين على الدخول إلى المدينة القديمة، لتنفيذ أعمال حرق وتخريب تطال منازل رجال الدين المقيمين هناك، والمؤسسات الدينية التابعة لهم.
وقال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في بيان مقتضب، إن «جميع ألوية الحشد الشعبي الآن بإمرة المرجعية العليا، وسنقطع اليد التي تحاول أن تقترب من السيد السيستاني»، في حين «غرد» الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، بالقول: «كل من يعتقد أنه يمكن أن يمس شيئا من سماحة السيد السيستاني فهو واهم أشد الوهم».
في مقابل ذلك، رأى رئيس تحالف تمدّن، النائب فائق الشيخ علي توجه فصائل «الحشد» إلى النجف، أنه يأتي لـ«قتل» المتظاهرين.
كما أدان متظاهرو النجف إقحامهم بتهديد حياة المرجعية الدينية، مؤكدين أن «الخطر الحقيقي هو من الجهات التي تلتف على مطالبهم».
واتهم المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل باستهداف سيادة العراق واستقلاله، وهتك حرمة كربلاء والنجف.
وقال في «تغريدة» إن «الثالوث الصهيو – أمريكي- السعودي یستهدف اليوم سلطة الشعب والسيادة والاستقلال العراقي».
وأوضح أن «تنظيم داعش دخل إلى العراق متنكرا بزي الشعب العراقي، وبدعم كامل من السفارة الأمريكية والسعودية».

وأضاف عبد اللهيان: «لا شك في أن كيد أعداء العراق سيعود إليهم، كما يرتد السحر على الساحر».
سياسياً، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الحكومة العراقية إلى تقديم استقالتها «فوراً» من أجل «حقن الدماء» ولتجنب تحويل البلاد إلى «سورية ثانية».
وقال في بيان نشره عبر «فيسبوك» إنه ينأى بنفسه عن «التدخل فيما يدور بالعراق من فتنة عمياء بين الحكومة الفاسدة ومتظاهرين لم يلتزموا بالسلمية بعد يأسهم» .
وأضاف أنه ينصح الحكومة بـ«الاستقالة فوراً حقناً للدماء، ولعدم تحويل العراق إلى سوريا ثانية يرتع فيها قائد الضرورة ويتسلط فيها الفساد» .
وحذّر من أنه «لو لم تستقل (الحكومة) فهذه بداية نهاية العراق، وسوف لن ينفع نصحي للمتظاهرين السلميين على الإطلاق» .

Comments are closed.