هل تغير مبادرة الاتحاد التونسي المشهد السياسي ؟

تونس (عربي times)

توقع محللون أن تفضي مبادرة الحوار الوطني التي اقترحها الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية)، إلى تغيير النظام السياسي في تونس، بعدما حظيت بدعم أطراف سياسية واسعة، بينها رئاسة الجمهورية.

وأكد الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال تهنئته بالعام الجديد، دعمه لمبادرة اتحاد الشغل، لكنه شدد على أنه ”لا معنى لحوار بنفس آليات الحوار السابقة، والمنظومة السياسية التي لم تتغير بل أفرزت سلالة جديدة“.

ورأى المحلل السياسي، محمد ذويب، أن حديث ”سعيد“ بشأن ”حاجة النظام السياسي إلى تلاقيح غير مستوردة، كما ورد في كلمته، يدل على وجود رغبة تجمعه مع اتحاد الشغل وقوى أخرى، لتغيير النظام السياسي الحالي“.

ورجح محمد ذويب، أن يؤدي الحوار الوطني المرتقب إلى تغيير النظام السياسي الحالي، إلى نظام رئاسي، ما قد يحدث تغييرات في المشهد السياسي“، وفق قوله.

ونوه ذويب إلى أن حركة النهضة تستمد تموقعها في المشهد السياسي من عنصرين اثنين، هما نظام الاقتراع القائم على التمثيل النسبي، والنظام البرلماني الذي يجعل البرلمان محور العملية السياسية في تونس، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يتقلص دور حركة النهضة في مؤسسات الحكم، خاصة إذا ما تشكلت أغلبية برلمانية موالية لرئيس الجمهورية.

في المقابل، يستبعد المحلل السياسي حسن القلعي، أن يفضي الحوار الوطني في تونس إلى تغييرات في المشهد السياسي، واستند في حكمه إلى تصريحات أدلى بها أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، وأكد من خلالها أن مبادرة الحوار لا تسعى للإطاحة بالحكومة أو الانقلاب على الشرعية الانتخابية.

واعتبر القلعي ، أن الإصلاحات السياسية التي ستقود إلى تغييرات في المشهد السياسي مستقبلا، لن يتم الاتفاق بشأنها بسهولة، ذلك أن النظامين السياسي والانتخابي الحاليين، يخدمان مصلحة العديد من الأطراف السياسية، من بينها حركة النهضة.

ورجح القلعي أن يتم إضاعة الكثير من الوقت في مشاورات ما قبل الحوار الوطني؛ للاتفاق حول الأطراف السياسية التي ستشارك فيه، وحول كيفية مشاركة الشباب، ما قد يفوت على تونس فرصة التغيير.

Comments are closed.